(أيعقل أن تكون كل الحكايات حقيقة، تلك الروايات وأساطير الحب الساذجة، الأمرُ غريب، لم يتمنى أحدنا أن تكون النهاية بهذه الطريقة، أن يكون الأمر بذلك القدر من الحقد ولكنها الحقيقة، والمؤسف عزيزي القارئ هو أن مجتمعنا يحوي بين طياته قصصًا مشابهة اظننا فى حلم أحدهم وعلى عكس كل الضحايا يبدو سعيداً يحيك من الحب حلم شاب عشريني وطفله فى السابعة عشر وحب بريء يشتعل في اعينهما ولكن هناك خلف الستار نظرات حاقدة وقلب تلتهمه ألسنة الغيرة ليحول الحلم إلى كابوس وتشتعل الأمنيات جاعلة من الحب رماد، وأحدهم ذاك يتلوي من قسوة الذكريات يهلوس طالباً النجاة ويجاهد للإستيقاظ، لنذهب عزيزي قبل أن يكشفنا.)
_فى يومنا الموعود
كانت تبكي، تشهقُ بشدة، تلعنُ حظها العاثر، وكلما تذكرت لوحتها التي انتهى منها توفيق، تألم قلبها ووقفت غصةٌ في حلقها من الغم لشدة حزنها وانتهاك روحها، حقاً يا للسوء كم هو تافهٌ هذا التوفيق، لقد دمرها ودمر أحلامها، ليلتان طوال، أقلامُ رصاصٍ وتفكير، ألوانٌ وخيال، ولكن كل شيء انتهى بكوب حليب سكب عمداً فوق امنياتها....لازالت صغيرتنا تبكي، بعيدةٌ عن أعينِ الجامعة، فلقد أصبحت معروفة لدى البعض ولن تسمح لهم بالشماتةٍ، يكفي حزنها من أسرتها، الآن وكل تلك الهمسات، ولكن الدموع والخسارة ياسادة مؤلمة وتدفعها للإختباء....قطع بكاؤها صوت فتاةٍ ما.
_مالك يا الحلوة؟
=ماف حاجة تسلمي
_دي مشكلتنا، الزول يبكي لمن وشو يبقى كبدي ويقول ماف شي، وريني ياخ وأحكي لي.
=والله ما عارفة الحكاية صعبة، أو ما أي شي بتحكي فهمتي، بس شاكرة ليك شديد والله.
_امم طيب أديك شوية بوزتيف وصدقيني أنا زولة عانيت شديييد.
=طوالي يا حلوة
_اممم حلوة دي كلمتي لكن مامشكلة المهم يازولة، الدنيا دي أصلاً كدة، تجارب كتيرة ومشاكل ماقدرنا نهائي بنحسها، بس يا حلوة مستحيل ربنا يختنا في إختبارات أكبر مننا، هو عارف كويس إنه نحنا ممكن نقاوم، بس الحاجة الراجعة ليك إنتِ هي إيمانك ويقينك بيه، فمعليش نيابة عن أي حاجة والله كريم خليك قوية بعد كل ضعف.💙
=شكرا والله شدييييد.
(ننجوا أحياناً بلطف الغرباء عزيزي افتقدتك بالمناسبه كيف حالك منذ الصباح هل كان يومك سعيد كما يليق بك؟ . هيا نعود فتهجد تلك تقترب)
(كانت تهجد تبحث عنها في كل مكان، من الغريب أن تتأخر، والغريبُ أكثر أنها كانت متحمسة لهذا اليوم، سألت كثيراً حتى وصلت للجزءِ الآخر من الجامعة في كليةٍ أخرى غير طب،واخيرا رأتها... رأسها منكسر، وجهها يشير لكونها بكت كثيراً، علاماتُ الرضا والحزن ترسم خارطةً في وجهها، وكأنها أدركت سبب بؤسها، من المؤكد أن أحدهم ضايقها، أو توفيق خرب تلك اللوحة، وهذا هو التوقع الأصح؛ فلا وجود لما يوحي بأن اللوحة معها قد نلتقي في قليلٍ من الوقت وندرك ثم نصبح أصدقاء، يا عزيزي أنا كضحاياي أناس بسطاء تسهل قرائتنا عانينا القليل من كل شيء نعجز عن تزيف الأمور وتظهر حقيقة ما نخفيه فى ملامحنا.)