2

289 5 0
                                    


(ضجيجٌ وأصوات أشخاصٍ يتعانقون فى حضرة الدموع، فهنا يستقبلون عزيزا، آخرون يودعون وقلوبهم تنتفضُ حزناً، والبعض يدعون الحزن وهم في أشد لحظات الفرح لمغادرةِ هذا الشخص، تلك المرأة هناك وللجميع هنا قصة...

لكن عزيزي القارئ لنا قصة واحدة هنا لذا أحضرتُك إلى مطار الخرطوم الدولي لتراها فراقب معي بصمت.

تجر حقيبتها وقلبها يعزف الطبول، أخيراً هذا هي هُنا، بعد تغربِ سنواتٍ عن الوطن لأجل حلمها، نعتها الجميع بالمجنونةِ لأجل ذلك الحلم "ونصيحة مني دعكم من المدعوون بالجميع؛ حققوا أحلامكم".

حققت هدفها وعادت لتسجل اسمها وحلمها بحروفٍ من ذهب... شعرٌ بني تلامس نهايته أكتافها في قُصةٍ متناسقة، وجهٌ طفولي مستدير، أنفٌ حادة وصغيرة، ونظاراتٌ طبية تخفي جمال عينيها المتسعة ذات لون العسل، مع قطعٍ صغير فى حاجبها الأيسر ورغم أنه جرح إلا أنه زادها فتنة، ودعك من جمالها عزيزي القارئ، الثقة في مشيتها وتبخترها ذاك رافعةً رأسها، ومازاد هيبة مشيتها هو جسدها المتناسق؛ رغم رفعته فهو أنثويٌ للغاية، يثبت قوتها. ولو لم تكن قوية لما أصبحت طبيبةً لها مكانتها الخاصة على مستوى العالم، إلا في مستوى واقعها حلمها ذاك مرفوض، وما أثبت ذلك هو عدم وجودُ أخ، أخت، أم، والد أو صديقٌ حتى ليستقبلها....)

_( لنلقي التحية على ضحايانا الآن، هيا هل ذهبنا؟!

بينما الأميرةُ النائمة غارقة في أحلامها شعرتْ بيدٍ تخطو فوق جسدها وأنفاسُ شخصٍ تقترب منها، تَضخم الإدرينالين داخلها وكاد قلبها يتوقف، وعندما شعرت بيدِ العدو تفك زر قميصها انتفضت من السرير بفزعٍ تتلفت حولها، يتصبب العرق حتى أخمص قدميها، تأخد أنفاسها بصعوبةٍ ويكاد عقلها ينفجر من الألم وقلبها بالتأكيد توقف، وجسدها يرتجف كمن صعقته الكهرباء، والغريب أن لا أحد فالباب مغلق، همستْ بكسرةِ نفسٍ ولكن تنفست الصعداء وبدأ تنفسها ينتظم، رغم نجاةِ جسدها منه اليوم إلا أن أحلامها لم تُنقذ، ولكن الحمدلله أنه كان مجرد كابوس... أرادت أن تصلي، عليها إخبار الله بكل شيء هو سيستمع ويصدقها، هو ملجأها الوحيد ولكن كيف السبيل للوضوء وهيَّ لا تضمن أن تعود إلى غرفتها سليمةً إن خرجت.

سالت دموعها بعجزٍ تنادي الله من غرفتها الموصدة، أن يجعلها حرة من خوفها ويقتص لها من اللعين الذي انتهك براءتها وجسدها معاً.)

.............."مهما ضاق بك الحال عزيزي القارئ تذكر ما سأقوله الآ نحن لنا في الله ظن لا يخيب"...............................

(فُتح الباب وصوت الأقدام تقترب، فمن غير والدها قد يهتم لأنها حزينة رغم أنه لا يفعل شيء، لا يخبر والدتها بالتوقف عن إيذاءها هو فقط يأتي بعد كل معركة تخسرها ليواسيها ببعض الكلمات، فقط لو يكون رجلاً ويخبر زوجته وابنه أن يدعا المسكينة وشأنها...)

ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن