12

68 4 0
                                    

مرحباً عزيزي كيف حالك أعلم أنك تعاني من ما يحدث وقد لا تبدو الأحداث منطقية، ولكني سبق وحذرتك أن روايتي ليست لمن هم بخير، فقد نسجتها من المعاناة لمن يشاركني الجنون، وأعلم أن الأمر مربك وخذ نصيحة مني دعك من طول الطريق واستمتع بالسفر وعلى ذكر الأمر لنا رحلة الآن فاستمتع.

"الحكايةُ وما فيها أنني أُعاني، وطوقُ النجاةِ كان أنت، والمؤسف فيك أنك محضُ خيال."

(نور)

(يبدوء أن ضحيتي الرابعة لم تيأس من العلاج بعد، فقط لو يملك ضحاياي نفس العزيمة.

نقف أمام مبنى ضخم جميل ناصع البياض من الخارج، ويحتله الرمادي من الداخل مع تناثر بعض الديكور الأسود، دخلنا المصعد للتو ونراقب لوحة المفاتيح بتشويق حتى توقفت؛ تشير إلى الطابق الرابع وأحب ذاك الرقم بالمناسبة، هانحن نخرج من المصعد و...تُسحب ذراعك فجاءة ونختبئ؛ واضعةٌ يدي على فمك.. اهداء عزيزي أعلم أني اخفتك ولكني أرى أحد ضحاياي إذاً لهذا نحن هنا!

في الزاوية المقابلة داخل أحد المكاتب شابة جميلة، تعدل نظارتها الطبية وآثار الحزن تتراقص على ملامحها بعد أن

اغلقت هاتفها وهي حزينةٌ للغاية، تلك الصديقة تعاني حقاً، حان الوقت لأن تكون وفيةً وتقف في عناء صديقتها، أن تكون شيءً ملموساً في حياة صديقتها تلك.... ثم قطع حبل حزنها وحديثها في نفسها وإدخال هاتفها واستعدادها للخروج؛ صوت شجارٍ وصل داخل المكتب، إنها هي... تفتح باب المكتب بهمجيةٍ وتصرخ مع تلك السكرتيرة)

_نور!!!

=سامحيني يادكتورة قلت ليها ماينفع تخش بس خشت.

_لالا مامشكلة خليها، اتفضلي يانور إرتاحي؛ تشربي شنو؟" بلهفة"

-"اكتفت نور بهز رأسها نافيةً شرب شيء".

"بعد صمتٍ دام لعشرة دقائق أو أكثر، بادرت تلك الطبيبة بابتسامةٍ تصنع بها الإطمئنان في قلب نور"

_كيفك، كويسة إنتِ؟

وكمان الوالد ربنا يرحمه ويغفر ليه؛ لمن فقدتك في الواتس أب اتذكرت صفحتك ودخلت لقيت منشور العزاء.

=ما كويسة بس الحمدلله أحسن من كُتار.....أنا السبب

_عمرها البت المحببة لأبوها مابتكون سبب في إنه يموت، دي مجرد أوهام أقنعك بيها عقلك الباطن صدقيني.

=هو عقلي الباطني ده مالو يعني؟

مشكلةُ شنو معاي تحديداً؟

أول دكتورة مشيت ليها كانت مجرد دكتورة في عقلي الباطن، وقلنا تمام.

نفسها الدكتورة دي نفت لي وجود الشخص المفضل على أساس إنه ترتيب عقلي الباطني"مع تنهيدة" وقلنا تمام.

إنتِ أثبتي لي كل الحاجات دي بالإضافة لكلام أمي معاي إنه ترجمة من عقلي الباطني عشان هي بتلمح للحاجة دي، حتى كره أبوي ترجمة لشكوتها وفضفضتها!! يعني هي ماغلطانة؟...."تنهيدةٌ أخرى تمسح فيها تلك القطرات قبل أن تهطل، قبل أن تعلن استسلامها"

ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن