أعلم أني كثيرةُ التنقل ولكن لا تنكر أن الترحال ممتع ٌمعي يا عزيزي، عدنا إلى المشفى وضحيتنا الثالثة تستلقي بغضبٍ على السرير، وجدياً تحتاج هذه الفتاة إلى من يرشدها لدورة تحكم بالغضب،
نظرتْ إلى الطاولة قربها وأمسكت بالبطاقةِ التي وضعها صاحب المعطف الغبي "ضف إلى ما تحتاجه جلسات فى إحترام الآخرين" وهذا ما كان ينقصها الآن بطاقة طبيب نفسي، من يظن نفسه ذلك المعتوه ليتهمها بالجنون؟
نهضت بتعب، ما زال جسدها ضعيفاً، أتت ممرضة تخبرها أن تعود إلى السرير فهي ليست بخير، دفعت الممرضة وهي تقول بغضب جملاً كثيرة، لنقترب ونعرف...)
-ما دخلك فيني أنا كويسة وما محتاجاكم، بس غوري من وشي عليك الله.
(أرادت الممرضة التحدث ولكن قاطعهم صوت...)
=خليها هى أصلاً عنيدة وماف فايدة بس فالحة تتبوجح بلسانه، ساعديها تغير لبس المستشفى وأنا ح أجهز ورق الخروج.
( نعم ما كان هذا إلا صوت ذلك الطبيب.
وبعد قليلٍ من الوقت كانت أمام البوابة تستعد للمغادرة هي ليست بالبعيدة عن المنزل، حقاً هي تحتاج السير لا أكثر، كان الطريق هادئاً، الشمس على وشك الغروب، فتحت الباب وشعرت بالإختناق عندما دخلت، أليس على المنزل أن يكون أماناً لسكانه؟
لم تشعر بالغربةِ في بيتها؟
تجاهلت مشاعرها ودخلت الصالة لترى حقيبة ًهناك وصوت التي تسمى أمها الغاضب يقول:... تعال عزيزي القارئ ولنستمع!)
_إنت مجنونة، سكت وإنتِ بتكسري في البيت عشان بقروش أبوك، لبسك وشكلك زي بنات الشوارع وما سألتك، بس جابت ليها مخدرات يا بت الكلب؟ (وهوت بكفها على خد "تارا"!
وأخيراً ظهر لها اسم!
"تارا محمد"، اسمحوا لي أن أشبع القليل من فضولكم عنها، تملك أماً سيئة، وأباً تسمع عنه فقط ولم تره قط، انفصلا قبل أن تولد ولدت فى الجحيم وفعلت المستحيل للحصول على الإهتمام؛ كما قال صاحب المعطف الغبي، ومؤخراً هي مدمنة على مخدر لعين، بسبب أحمق صدقتهُ باسم الحب هذا قليلٌ من كثير في حياتي، ولكم عنها مزيداً من التفاصيل قريباُ ولكن دعونا نعود للأحداث)
_ما ح اوسخ يدي بيك ودي شنطة هدومك أمشي لأبوك وأهلوا يتبالوا بيك .
"لم أرد أو أكترث، حملت حقيبتي ومالٌ أدخره وخرجت، بينما اجر ساقاي خارجاً كنت أراني في كل مكان، وأنا في الرابعة أقف أمام الباب في انتظار أن يفتحه ابي ولم يفعل قط ، وأنا فى الثامنة ارسم أمي وأبي وأنا بينهما متمسكين بأيدي بعضنا؛ عسى تلك اللوحة تواسني في فقدي، أنا في الخامسة عشر أللعب بأدوات التجميل على وجهي عسى أن تنصحني أمي بأن التبرج جريمة، بربكم أليس إنجابي وتركي للمجهول جريمة أيضاً؟
