الرجل...الرجلُ الذي يحاسب على أخطاءهِ بالبُعدِ كيف حاله؟
على أيِّ ذنبٍ بالتحديد يعذب؟
وكيف للإنسان أن يحكم بالأبدِ على سجينٍ يحتاج بعض الأدبِ والوقت ليشرح، ليتعلم وحده؟
(والد تارا)
مرحبا ًعزيزي القارئ، جميلة ملامح الاستغراب عليك، نعم والد سليطة اللسان تلك هو من قال تلك الكلمات؛ وأشعر الآن ببعض الفضول نحوه، ولكن قصته طويلة بدايتها عند والديه فهل أنت مستعد معي لرحلةٍ عبر الزمن؟
_بسم الله يا مره مالك؟
="مسحت دُميعاتها التي خرجت بِحُرقة، وأخذت نفساً عميق" مافيني شي، هندي كويسة قدامك.
_أجي؟
كيفن يا ستهم مافيك شي، بعد البكاء الطالع من جواكِ ده كله وتقولي مافيني شي؟
خبااارك بتدسي علي؟
="وكأنها كانت تنتظر فرصةً ما للبكاء، فرصةً لإخراج مابقلبها بكاءً، ذكرياتٌ وحسرة، ندمٌ وتأنيبُ ضمرٍ مفترس!
ليعود عقلها سنواتٍ للوراء، في منتصف البيت القديم، بقربِ بابهم الكبير الذي يقودك لخارج المنزل، الوقت يميلُ على العصر، يقف ذاته هذا الرجل المحتضن لزوحته الباكية، بجبروته شامخاً أمام ابنه، يتفادى أن تلك الفتاة معه، يتناسى أن الغفران من شيمِ الأباء، يتفادى أن يتناقش دون تصقيرٍ لابنه، وبعد نقاشٍ لايسمى نقاش، نهى حديثه قائلاً.
_أسمعني هنا، مادام عملت الفي راسك ومشيت خطبتها وعقدت عليها، أنا بسوي الفي راسي ودخله ليك تاني للبيت ده ماف، أكان عاجبك البتسوي هندا تمو وأنا ده متبري منك يا ولد ..."صمت قليلاً قبل أن يقول "ولدي" فهو نهى تلك الرابطة قبل قليل"
=يا أبوي أفهمني بس....
_أفهم شنو؟ "سؤالٌ جعل الأب يهتز غضباً وهو يقوله، يضرب بعصاه الأرض، لم يكن عجوزاً ولكن عقله ومكانته السامية"
أفهم شنو مادام مشيت لبت الخان أبوك وعرستها، قلبك غلبك قدامها خلاص وماقادر توقفوا، راجل على شنو مادام ماقدرت تحكم عقلك في شيتن زي ده؟
غالبك تقيف وتقول لنفسك معليش عشان أبوي، عشان أمي، البت دي أهلها اذونا؟
قتلوا أختك والبينا تار ودم؟
إمشي ياولدي الله يفتحها عليك بس لاعافي منك لاراضي لا دي أمك لا إنت ولدي، وماداير ولا كلمة.
"ختم على الحديث، ختم على قلبِ كل شاهدٍ للحدث بشعورٍ ما، والحزن والسوء سيد كل شعور"
(وأنا من كنت أظن جد تارا لطيف، من كان يظن أنه قد يتخلى عن ابنه الوحيد بسبب غلطة، وما نقوم به بتحريضٍ من قلوبنا ليس مجرد أخطاء عزيزي وغالباً عقابها عسير؛ فانتبه من تلك الأشياء المسمات قلوب فهيا تملك من الوجوه الكثير)
