17

42 2 0
                                    


(بعضُ الإمور الواضحة ندير أعيننا عنها، راضين وندعى الغباء، ولكن عزيزي ثق بي مواجهتها أقل الماً من تجاهل المسألة.)

_عند رسامتي الصغيرة

يقفون جميعاُ في غرفة الطعام، ومازالت الصدمة مؤثرة على ما يحدث رغم أن ثقة صُفعت مرتين منذ قليل، إلا أن ألم تلك الكلمات كان أقوى، بل أكبر من أن تستوعبه.

وكلُ شخص شارد في دنياه، إلا أن يقاطعنا جميعاً صوت صفعةٍ أخري بيدوء أن هذا اليوم لن يمر على خير ولنرجوا فقط أن يكون لصالح ضحيتنا...

_كيف تمد يدك علي يا الوليد جنييت؟!!¡

=انتي الإتجاوزتي حدودك، كيف تكلميها كدا يلا الكنت متحملك عشانه اتكشف أطلعي من بيتي..... حسبي الله فيك دمرتيني.

'أرادت اكمال تدميره، مازال هناك الكثير ولكنه لم يعطيها فرصة، سحبها من شعرها كما يليق بها، ألقاها خارج المنزل صافعاً الباب خلفها."

ودخل مباشرةً غرفة المكتب، وذاك التوفيق بعد أن إختفى دعمه الوحيد ركض إلا غرفته، تركوا الصغيرة الوحيدة وحدها تصارع كل فكرة في رأسها، كل ما

يتردد في نفسها بإنها يتيمة.

_مر إسبوع لم تخرج فيه من غرفتها، لم تتحدث، لم تبكي، لم تسأل والدها عن شيء والذي بالمناسبةِ يدخل دائماً للإطمئنان عليها، يطعمها رغماً عنها، يهتم بنظافةِ غرفتها، زارتها تهجد مرتين، هي لطالما تتصل بها؛ لقد أثبتت تلك التهجد أنها صديقة يعتمد عليها، وياليت كل الأصدقاء هكذا...

<عند صغيرتي>

_سمعتا بالإكتئاب بس ما اتوقعتُ كدا، أنا فاقدة الإحساس والطاقة وما قادرة أعمل شي، كل الأفكار في راسي سوداوية ومشوها، عقلي وقف ما عارفه نحن في يوم كم، فقدتا الإحساس بالوقت، أنا عاجرة حتى إني أتحرك ،بابا بجي يأكلني وبساعدني أمشي الحمام "أكرمكم الله" حتى بنضف غرفتي وتقريباً ما قعد يمشي الشغل عشان ما يخليني براي، يمكن بابا أحن أب في العالم، بس حنيةُ دي ما قادرة تشفع ليه عندي، بس لو قال لي الحقيقة من الأول، لو ما سمح ليها تأذين، لو وقفها عند حدها، ولو ماما ما ماتت ....

"تلك ال لو تفتح باباً للشيطان، تسمح له بالوسوسة، وعلى سيرة الباب والشيطان هاهو الباب يفتح ومنه

يدخل ذاك الشيطان،

ماذا يفعل ذاك التوفيق هنا بعد كل ما حدث؟"

_إنتي بقرة وسمينة وشوم بس بتفضلي أختي، أنا مابرضى تفضلي كدا ف ح احكى ليك الحقيقة . "نظرتٌ صادقة منه، يشعرك بكمٍ من الجمود وإخفاء شعور اللطف، يصنع لنفسه موطناً سيء وهو على الخلاف تماماً؛ أو ربما أراد التغير"

="لا رد منها فقط نظرات فارغة في الأرجاء"...

_بابا وأمك كانو بحبو بعض وشديد، أو دا اللى كان مفروض، ولما قررو يتزوجو أهل أبوي عارضوا لأنُ أمك ما من مستواهم بس ما سمع كلامهم واتزوجوا،

وبعدين لما حملت بيك ويوم ولادتك ماتت بسبب بابا وعشان يغطي على جريمته عرس أمي ودمر ليها حياتها بسببك إنتي وأبوك وأمك كانو السبب في إنه أمي حياتها تتدمر، ظلمتوها كتير هيا ليها كل الحق تكرهك، كلنا بنكرهك انتي نحس وما ليك فائدة، بس أنا أسف برضو.

(قادر بعد كلماته المسمومة المتناقضة تلك، ولا احد يدري إن كانت حقيق أم. ... ولكن هذا ليس موضوعنا فكل قلقي على صغيرتي التي تحارب الكثير، أمٌ مقتولة حُرمت من حنانها منذ الصغر، وأبٌ قاتل كما قيل، خالةٌ تفننت في تعذيبها، وهذا أخٌ لا ينتمي للأخوة بشيء فأي حياة تلك؟

أدرك جيداً صعوبت الموقف عزيزي ولهذا استحق صغاري لقب ضحايا تحت عنوان فقد الاحتواء أولاً...ولكن اليوم ثقة ضحية شيءٍ آخر أيضاً، هيَّ الآن ضحية شفرةٍ معدنية،،،، يدها التى خلقت لتمسك الألوان وترسم واقعاً أفضل تمسك الآن مشرط؛ تعلن عن انسحابها من الواقع المذعوم فهل هنا النهاية؟


ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن