(كيف حالك يا عزيزي؟
أرجوا أن تكون في مزاجٍ جيد لتسمعني فأنا لدي نصيحة لك، في الطفولة نخاف الظلام، وعند المراهقه نخشى الكبار، وبعد البلوغ نهاب الحياة الكل يخاف من شيءٍ ما والخوف ليس عيباً عزيزي، ولكن مواجهته شجاعة وكل الأمر يحتاج أطناناً من تلك الشجاعة.)
تلك الشجاعة...
لتحارب صغيرتي السمراء رهابها، نحن في غرفتها الآن وغداً هو يومنا الفاصل، تم القبض على خالها قبل عدة أيام هي تعلم أنه في السجن؛ لكن لسبب ما هي خائفة، أقفلت الهاتف من محاميتها للتو ورغم ادراكها أن كل شيءٍ تحت السيطرة؛ هي والسيطرة تحت الخوف، تسير في غرفتها ذهاباً وإياباً وكل فكر في قلبها سوداوي، عقلها يُحيك أسوء القصص وتقالب كل شيء عليها الآن، وفى خضم لحظاتٍ من الألم تكون العائلة هنا؛ فلقد رن هاتفها بمكالمة فيديو جماعية من شقيقاتها الثلاث الجدد، وكم لطيف وجود العائلة.
"ثقة في غرفتها ترسم لوحة ما بينما تكلمهم
تارا تحت الشجرة في منتصف منزل جدتها، تأكل صحن من البليلة؛ الوقت متأخر ولكنها تجلس تحت الشجر وفي وقتٍ متأخر!
نور تغلف هدية وهذا هو مشروعها الجديد صنع الهداية."
نور: دي شنو الحلاوة دي يا بنات اشتقنا.
تارا:أدري إني حلوة، لكن ما مشكلة من ذوقك.
ثقة:أمسكوها ما تقع.
سمارا:بنات أنا خايفة
ثقة:من شنو بس؟
خالك مرمي في السجن ما بقدر يلمسك.
نور: حصل، ونحن جنبك في كل خطوة.
تارا:الخوف طبيعي بعد كل الحصل ليك بس إطمني نحن هنا.
...حديثٌ طويل محتواهُ احتواء...
(اسواء ما في العالم أنه قاسي، وألطف ما فيه وجودهن دون علم منهن جبروا في قلبي أشياء لم يكسروها وكن خير العوض ،،سمارا..)
أرادت شكرهن قول الكثير و ربما لأنهن في مقام الأخوات لاداعي لها، لأن الكلمات وحدها لا تكفي، يستحقنْ عناق أو ربما النظرات تكون أبلغ...لم تعرف ما تقول لا يوجد وصف لإمتنانها لهن وقبل أن تقول شيء...
ركل باب غرفتها عنوة وسقط هاتفها تحت السرير.
_في شنو يا ماما أن...
"صوت صفعة تلتها أخرى وأخرى والكثير"
=ما تقولي لي ماما أنا ما أمك يا ولادة الندم، رافعة قضية على الرباك، وصان الأمانة بعد موت أبوك، القراك والدخلك الجامعة واعتبرك بته يا قليلة الحياة...
_اسمعيني بس...
=ولا حرف دا دلعه فيك هو الخلاك تعملي كدا، كان بقيف معاك كل ما أكون عايزة أربيك، بس أسي ما فات شي وبربيك وبكرة الصباح من النجمة ح نمشي تتنازلي عن القضية دي يا حيوانة.
