7

99 5 0
                                    


(أصابها فرط الحركة من السعادة، تقفز هنا وهناك وتدور حول نفسها، حركاتها العشوائية مضحكة حقاً، إنها تتحركُ بفوضوية وبدون أدنى تنسيق كما القرود، ركضت بسرعة إلى غرفتها وسندخلُ معها خفيه قبل إغلاقها الباب

مرحباً مجدداً عزيزي القارئ ونحن مع المجنونة الفَرِحة في غرفتها الآن، لم يسمح لي صخبها لإلقاء التحية عليك افتقدك بالمناسبة.

لم هى فرحة؟

بأي حال قاطع فضولنا اخراجها لمذكراتها السرية من الدرج أسفل السرير، ثم صعدت عليه تحمحم مجليت صوتها)

_احم احم حضورنا الكريم دفتري وأقلامي وسقف غرفتي، اليوم ح أعلن عن غياب الغول اللعين؛ احم ح يسافر أمريكا شهرين.

"قفزت من السرير تصرخ بسعادة"

_واااي ما مصدقة نفسي شهرين بدون صوته المرعب، ريحته المقرفة وتحرشه بي، ح أكون ملك نفسي لستين يوم، منو يستوعب بس فرحتي دي ياخ، أقسم بالله الفرحة ما سايعاني ح أطير اااه!!

(إذاً هذا سبب تلك الضجة، مؤلم يا صديقي أن تكون سعادتك في رحيل من يفترض أنه الأمان، أعتذر عن قسوة هذا العالم وحقارته صغيرتي أنا حقاً اعتذر...

استلقت متعبة بعد عاصفة القفز والصراخ تلك، غارقة في عالم الأحلام اليوم لا يد تفك زر قميصها أو صوت أفعى يهددها، دعها تنعم بحريتها تلك عزيزي لنذهب إلى وجهتنا التالية....!

....أمام قبر تحتبس الدموع، الندم، مر عام على فقد والدها ويوم ذكراه الإولى، خطر لها الإعتراف بعد فوات الأوان.)

_يا بابا أنا بحبك وعارفة إنت كمان كنت بتحبني بس نحن الاتنين ما عرفنا نكون أصحاب أو بالأصح دا غلطي، كنت بصدك في كل مرة وما خطر لي إني ح أخسرك وأخسر صوتك، ما إتوقعت يجي اليوم ده الما أسمعك وإنت بتقول لي إنتِ نور عيوني، إنتِ أملي يانور، بس طيب ما إنت سندي والإنسان الوحيد الكان بدعمني، أنا خسرتك بدري ولسا طريقي طويل صعب أمشي براي، و... والله والله العظيم بدونك أنا مابقدر أنا ولاشي ياخي" انهارت باكية، تخرج الكلمات من حلقها متحشرجة، يلقيها ثغرها بإرتجافٍ وصعوبة، بكت كثيراً ولا زالت تتحدث تخبره بأشياءٍ ياترى كان يسمعها؟" عارف قالوا شنو يوم موتك، قالوا مات خلى بت ح تعمل شنو؟

لو كنت عايش كنت قلتا دي بتي وولدي، لو كنت معاي كنت ح أرد ليهم بس. ..بس أوعدك أكون كدا وأعمل حاجة اخلد بيها اسمك زي ما ح تفضل خالد فى قلبي ودعواتي، أوعدك إني ح أكون نور المُبارك الكل الناس بتأشر عليها وتقول بختهم اهلها وبختُ المُبارك... بس بعيد وأقول أنا صعبة علي الدنيا من غيرك يا أبوي.

(اعترافٌ مُتأخر وفقد مرير، شعور حارق بالندمِ وعجز عن البكاء ووعد ثقيل، هل هيَّ ند له؟

سنرى قريباً، ها هيَّ تجر خطواتها من المقبرة، رحلت مع أمها من منزلهم القديم إلى مدينة أخرى، تخيل أن تخسر البحر ووالدك ومحاولة خسران الذكريات لقسوتها، على الأقل لم تفقد ذاك الرفيق، ذاك الرفيقُ الحقيقي وليس خيالها الذي تهرب نحوه كلما ضاق بها الحال، كسبت مع مرور الوقت رفاق جدد على مواقع تواصل إلكترونية، ربما وحدها من أرادت أن تجعل حد رفقتها هاتف، ولكن كان إنجازاً أن تكون رفيقةً جيدة وان تحاط بأصدقاء؛ والإنجاز الأعظم هو تناسيها للصديق الخيالي، عزيزي القارئ عند حاجتنا الماسة للرفقة يظهرُ لنا رفقاء من وحي الخيال، هو ليس أمراً جيداً أو طبيعي، بل يتفاقم أحياناً لمرحلة الجنون، إن مررت بأمرٍ مشابه استشر الطبيب.............................................

انتقلنا مجدداً، نحن الآن في الجامعة، عزيزي؛ اعترف أنا أفضل من البساط الطائر، مرت أيام وأيام وثقة تتعرض للتنمر أحياناً وتهجد تلك وفت بوعدها تحمي ظهرها دائماً، ومؤخراً أصبحت ثقة تحمي ظهر نفسها وترد التنمر وتسكت توفيق، لا زالت تخاف أمها ولكننا أحرزنا تقدماً على الاقل، واستعادت بعض زمام حياتها.)

_ثقة واااي يا ثقة ما ح تصدقي.

=تهجد براحة اخدي نفسك بس فى شنو

_عندي ليك خبر بخمس باونتي

=أحكي أحكي ده كلام ماساهل

_الخمس باونتي أول

=تحكي ولا أكمل رسم؟

_يا هبلة الموضوع يخص الرسم ذاته، إنتي بتحبي الرسم صح؟

=بتنفسه؛ أنا عايشة بسبب لوحاتي.

"إعجبها لمعان أعين ثقة وهيا تتحدث عن شيء تحبه، أبحرا معاً في دفتر لوحاتها ونسيت أمر ذلك الخبر المهم، لا تنساه أنت عزيزي إنه حقاً مهم وسنعود له لاحقاً..................................

لنعد الآن إلى منزلنا الجديد حيث تلك التارا تشتم أبناء الجيران ظنّاً منها أنهم يعبثون بالباب "لسانها السليط ذاك يحتاج القص" ولكن لفت انتباه تلك اللئيمة شيء..بل هو صندوق أسود ربط بشريطٍ أبيض؛ اخذته وهيَّ تقاوم الفضول والغضب أيضاً بعد أن قرأت بطاقة كتب عليها" إلى سليطة اللسان " فتحته لتجد قطن ومطهرات جروح وبعض الضمائض الطبية على شكل حرف D وشاش أبيض مع ورق، توضح لها كيف تقوم بتنظيف جروح الزجاج على جسدها، وأيضاً كرت... هو نفسُ الكرت الذي أعطاها إياهُ صاحب المعطف الغبي ورمتهُ، أظنها سترميه الأن أيضًا، توقع كل شيء من سليطة اللسان تلك.

أعتذر عزيزي لكني سأخونك الآن وكلامي سيوجه لغيرك للمرة الأولى، دعني فقط قبل الذهاب أخبرك أنك شخص لك قدرات لا يملكها غيرك تميزك جداُ، جدها وركز عليها وستتفرد بها حتماً.)

إلى...

الضحاية الأربعة الحقيقون أعلم أنكم تتابعون أحرفي بصمت وتتلصصون علي، كما افعل مع نسخكم، ويا اعزائي هنا تنتهي قصصكم هذا كل ما اخبرتموني به *سمارا ثقه تارا ونور * تلك الشخصيات التي حكت لها ثوبكم تحت رحمة قلمي الآن أنا وضعت حد معاناتهم أو حياتهم ولكن المهم الآن هو أنتم أحقا تريدون النهاية هنا؟

ألن تقاوموا لأجل غداً؟ ماذا عن أحلامكم التي أعرفها، لا يجب التنازل عنها كما تنازلتم عن حريتكم وحقوقكم، أقول فقط أنها ليست النهاية ودائماً يمكنكم فعل شيء ما وكما كنت هنا فى المرة الأولى سابقى دائما هنا لأجلكم.

ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن