16

50 3 0
                                    

(إتصالٌ في وقته قطع أفكارها السوداوية، لطالما تساءلت كيف تشعر تلك الفتاة بها، ولكن المهم الآن أنها تفعل.)

_سمسم يا جميل

=عزة ألحقيني ثم بدأت في البكاء.

_بسم الله حصل شنو يا بت كويسة إنتي؟

=لا لا ما كويسة تعبانة أنا، أنا بخاف منه، بقرف من ريحةُ، بتمنى الموت في كل مرة بلمس جسمي، بحس عايزة أقطع كل مكان لمسه أنا تعبته وربي ما قادرة.....

"لم تقاطعها أبداً تدرك كم هيَّ ليست بخير، واحياناً يكون كل الخير أن نبكي، نصرخ بقوة، نعترف أن هناك خطب ما بنا؛ فادعاء القوة مهلك، الإنهيار في هذا الوقت من الضغط أمر صحي نفسياً.

عبر عزيزي عن ما تشعر به من وقت لآخر التراكم مهلك"

_ما حاسة إنك هديتي عشان تحكى لي؟

في شنو إنت ليك ساعة بتبكي

="وهيَّ تحاول إلتقاط أنفاسها" قتل شريكه من أسبوع، يعنى رجع، رجع وح ترجع الكوابيس وح يرجع يقرب مني، ح أرجع اموت بالبطيء بعد افتكرته إني خلاص قربتا للتحرر.

_وإنتِ ح توافقي ده يحصل؟

=ما عارفه بس أنا خايفة والله.

_لا يا حلوة إنتي قوية وسمارا جديدة وما براها أبداً، أنا جنبك ف إياك تستسلمي ما تضعفي؛ إذا قرب يده منك أكسريها، وأنا ويحيَّ في ضهرك إياك تضعفي.

_طيب

=أصلا صح في عرس في بيتكم ولمة ما ح يقدر يلمسك في نص الزحمة دي اطمني.

=صح!!! ....

ما نفسك تجي العرس بتاع قريبتنا دا؟

_اممم أنا الأعراس ما جوي، بس إذا إنتي محتاجاني ف هواء وأكون عندك مسافة الطريق ونتلاقى عند بيتكم.

=شكراً يا عزة ما عارفة أقول ليك شنو بس شكراً، من يوم لاقيتك في الجامعة وحسيت إنك صحبة ما دكتورة.

_العفوا يا حلوة شكراً ما بينا، البينا تكوني كويسة وأنا أختك عديل💙

=اممم كأنك اتعودتي ما قلنا حلوة دي حقتي؟

"ضحكة صغيرة من الطرفين كانت ختام تلك المكالمة التى بدأت بالبكاء"

.....................................

(في صباح اليوم الثاني وهي عائدة من المنزل، تربط أحداث القضية التي نالت مجرى أخر، مصيبةٌ لاتدرك كيف ستستقبلها أمها، حديث يحيَّ...اااه ذاك اليحيَّ يا إللهي، هو زاته الكاتب العظيم الذي أخذت منه الكتب، صادفته ثانيةً وهو بقرب عزة، صرخ بصوتٍ عالي ليلفت إنتباهها بعد أن أدرك جيداً أنها رأته وتحاول الهرب، في جهةٍ أخرى تعجبت عزة من ذلك الاسم..هو يطابق اسم تلك الفتاة ولكن يمكن أن تكون هي؟

أطرافُ الحديث الذي كان ينسجه دكتور يحيَّ؛ الكاتب ودكتور لإحدى مواد سمارا في السمستر القادم، كان يحاول صنع جوٍ مرح وبعض الخصوصية؛ وهنا كان يقصد جعل عزة ترسل بطاقاتٍ من الاطمئنان في قلب تلك الصغيرة...

_سمارا ال..

=ياها أنا يادكتورة عزه، ياها أنا صاحبة القصة، ياها أنا السيئة المقرفة..." منعها الحزن من الإكمال، فلقد أرسل بعض..بل الكثير من الألم في حنجرتها، والدموع بدأت في الشجار بين أن تقبل خدودها أم لا!"

كان ذلك هو أسعد أيامها، لقد شاركت قصتها مع ذلك الدكتور سابقاً ولكن على كون أن القصة أحداثٌ لصديقتها، وفي ذلك اليوم كل شيء قد أصبح واضحاً، ها هو يساعدها قلباً وقالباً، وعزه أكثر .💙

طوال الطريق كان عقلها يعيد شريط الذكريات تلك، ثم لموقفٍ صغير بين أبٍ وابنته تذكرت ذكرياتها مع والدها وعلى عكس كل مرة؛ لم تكن تندب حظها بل تدعوا له بالرحمة، إلا أن وصلت أمام باب ذلك المنزل أصوات الزغاريد تملء الشوارع؛ وبالتحديد شارع منزلهم، زواج قريبت أمها سيكون حدث أهل الحي، وأهل القرية أيضاً فالزواج هنا في العاصمة، وندري سوياً ماذا تعني جملة "العز أهل"

دلفت مستسلمة ولن تصدق عزيزي ما حدث!!)

_مساء الخير يا سمورة كيف كان يومك يا ماما؟

=الحمدلله

"رد مختصر ولا يليق بلهفة سؤال الأم وقد تبدو وقحة حقاً، إلا أن صغيرتي هذه ألتمس لها العزر هيَّ لم تجد تلك المدعوة أمها في اي وقت عصيب."

_حبيبي غرفتك فيها الضيوف معليش يا ماما طلعتا ليك غيار في غرفة خالك اتحممي وارتاحي، شوية ح أنادك للغداء شوفي من جري الجامعة لما ضعفتي.

=خير

"عزيزي ليس كل نوم ثقيل من التعب، وخسارتُ الوزن لا علاقة لها بالجامعة، وفقدان الشهية ليس دلالاً منها، كما تعلم هناك ما يسمى اكتئاب، قاتل الله هذا المرض البغيظ"

...........................................

تفتح الباب وضيق صدرها يزداد، عللت الأمر بأنها لا تحب أن تكون هنا ولا تحب صاحب هذا المكان، ما ادراها أن الأسباب أشياء أخرى لم تكن تدركها، لا تدرك تلك السمارا أن فتح هذا الباب سيغير الكثير....

فتحت الباب مع تسارع خفقان النابض أيسر صدرها وقد مزقها ما رأت، ذاك البغيض مجدداً وبين يديه طفلة صغيرة بالسادسة تقريباً، يُكمم فمها الصغير ويديه التي تستحق القطع تروي ظمئه اللعين ببراءة سنها، كان منغمساً في خطاياهِ تلك لم يشعر بالتي خلفه؛ مع قلب يكاد يتوقف

(لا تحتمل قسوة المشهد عزيزي لنهرب للأسفل؛ فبعد طرقٍ خفيف على الباب وفتحه..)

_السلام عليكم يا خالتوو

=الصلاة على النبي ربنا يحفظك يا بتي وعليكم السلام

_آمين يا رب الله يخليك سمارا وين؟

=إنتي صحبتها؟

_ايوا، ممكن أخش أسلم عليها؟

صح مبروك عرسكم ربنا يتتم على خير كمان.

=آمين يا بتي وعقبالك، سمارا دي فوق تاني غرفة على اليمين.

_آمين كبيرة يا خالتو، بس أدعي لى بالفي بالي داك.

صعدت وسط ضحكات الكل.....وهنا تنتهي الرحلة.

ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن