الفصل الرابع

26.6K 735 127
                                    

لحظات السعادة لا تحتسب من العمر ودائما ما نشعر بالحنين تجاهها وسط شقائنا وتعاستنا ولا نلحظ مدى جودة الحياة إلا عندما نمر بالمصاعب.نشعر وقتها بالحنين لتلك الأيام ونقول يا ليت تلك الأيام تعود لنفعل ذلك وذاك، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة؛ فلا نتحكم بعجلة الحياة ولا نحن بعالمين للغيب او يملك أي منا آلة زمن تعيده للماضي.

شعرت بأنامله تتحرك على وجهها ففتحت عينيها بخمول وابتسمت فور أن رأته أمامها بهيئته التي تعشقها، رمشت فور اقترابه منها واقتناصه شفتيها بين خاصته وهو يخرج أصوات وهمهمات استمتاعه لتذوقه اياها.

رمقته بنظرة محتارة وهي تسأله:

-انت خرجت؟

أومأ لها وهو يعقب:

-كان عندك شك اني هخرج؟

نفت سريعا وتعلقت بعنقه وهو يعتليها وهمست بجوار اذنه:

-فااارس.

رد مبتسما ومتغزلا:

-عيونه.

اطلقت زفيرا قويا محملا بكم من المشاعر وتدللت قائلة:

-أنا مكنتش أعرف اني بحبك اوي كده.

قبلها من جديد وابتعد وهو يخبرها:

-وأنا محبتش إلا أنتي.

شعرت بأصوات بنتي عمها بجوارها ففتحت عينيها لتتفاجئ بهما تتسامران بجوارها فصرخت بخضة:

-فااارس، هو راح فين؟

تعجبت نرمين واقتربت منها تسألها بحيرة:

-يا حبيبتي انتي كنتي بتحلمي؟

بكت وهي تؤكد عليها:

-الظاهر كده.

انحنت تقبل صغيريها ووقفت تتحرك للخارج فسألتها نرمين باهتمام:

-رايحه فين يا سو؟

أجابتها وهي تفتح باب الجناح:

-هحضر اكل لفارس أكيد ماأكلش حاجه من امبارح.

نظرتا التوأمتان لبعضهما وتببعتاها وشيرين تهتف:

-استني بس ده الفجر لسه مأذنش، انتي ملحقتيش تنامي كام ساعه.

لم تهتم بحديث ابنة عمها ونزلت الدرج دالفة للمطبخ ووقفت تبدأ بتحضير الوجبات وهي تتمتم بداخلها:

-أكيد هيعوز حاجه سهله عشان يعرف ياكلها، طيب أعمله ايه ينفع يتاكل؟

ساعدتها نرمين بتفكيرها:

-سندوتشات يا ياسمين، هو هيبقى فطار يعني وإن شاء الله قببل ميعاد الغدا يكون في البيت.

رمقتها بنظرة تمني لما القته على مسامعها وأومات لها؛ فأنحنت شيرين تهمس لتوأمها:

روضتني 2 (طمس الهوية) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن