في الحياة هناك شيئان لا يستطيع الإنسان التحكم بهما وهما الحياة والموت، غير ذلك هو من اختيار البشر؛ فمن يختار الطريق الصواب أو الخطأ يحاسب عليه لأنه ليس اجبارا ولا انصياعا لأمر ما.
حتى الحب وما نظن انه ليس بيدنا ولكنه اختيار، اختار قلبك أن يدق لذاك ويكره هذا ويبغض تلك، لذا فحياتنا عبارة عن مجموعة اختبارات نمر بها حتى نرى ردود الأفعال لحواسنا ولمن حولنا على ما نمر به.
فإن خذلوك فلا تأبه بأحد وفكر بنفسك، وإن وقفوا بجوارك فتكون تلك السعادة الخفية التي تشعر بها وقت الحاجة.
وقف ينظر للضابط مدهوشا بما قاله ولم يع لما يحدث سوى باقتراب أحد العساكر لتكبيله وصراخ زوجته من خلفه:
-مش ممكن، انتوا بتعملوا ايه؟صاح مازن معترضا:
-اللي بيحصل ده تهريج وأنا مش هسكت على المهزلة دي.ثم التفت للمحامي صارخا به:
-ما تتصرف يا متر.ابتلع محفوظ ريقه واقترب من الضابط يحدثه بهدوء:
-ملوش داعي ابدا التحفظ على موكلي يا فندم بالشكل المهين ده، هو هيهرب يعني؟رفع الضابط كتفيه لأعلى وهو يزم شفتيه للأمام:
-وأنا ايه اللي يضمن لي؟صرخ مازن بحدة:
-اسمه، اسمه الضامن الوحيد والكافي ليك يا حضرة الظابط.رفض الضابط بشدة وهو يؤكد:
-أنا بنفذ القانون يا حضرات.التفت للعساكر وأمر أحدهم:
-حط الكلبشات في ايده.بكائها وصراخها جعله يخرج من حالة الذهول التي تملكته وترك فرد الأمن يضع القيد برسغيه بهدوء بعد أن تأكد أن هناك أمرا مريبا بحدث حوله؛ فلا يمكن أن يتهم هكذا دون دليل بالرغم من وجود كاميرات مراقبة ترصد كل ما يحدث بغرفتها.
ابتسم بهدوء لزوجته التي تبكي أمامه واقترب منها يرفع يديه فوق رأسها حتى يستطيع ان يحاوط جسدها براحتيه المكبلتين واحتضنها هامسا لها بهدوء:
-أهدي يا سلطانه، دي مجرد اجراءات بسيطه وهتعدي إن شاء الله.تحرك بعد أن أمسكه أحد العساكر وتحرك به ناحية باب المشفى فهدر مازن بغضب:
-طيبب بلاش تخرجوا بيه بالشكل ده، البوابه متروسه صحافه ولا أنتوا عازين بروبجاندا وخلاص.لم يهتم الضابط بحديث مازن وتقدم بالقوة التي معه من أفراد الأمن لخارج المشفى؛ فبدأت عدسات الكاميرات بالتقاط صور عديدة لفارس الفهد وهو مكبل بهذا الشكل ويساق صوب سيارة الشرطة، فما كان إلا أن انهالت عليه الأسئلة المتداخلة والسريعة فلم يجب أي منها ورفع رأسه بشموخ رسمه على وجهه وتحرك معهم لداخل سيارة الأمن.
تبعه كل من مازن وياسمين والمحامي بالطبع بعد أن اسرعوا لسياراتهم متجهين لقسم الشرطة فاستقلت ياسمين سيارة مازن تاركة سيارة زوجها بسائقه وحرسه واقفين مدهوشين مما يروه يحدث أمامهم في سابقة لم تحدث من قبل.
![](https://img.wattpad.com/cover/342906716-288-k345239.jpg)