وقف أمامها ينظر لها بحقد وكره دفين لا يعلم إن كان سيحاسب عليه من رب العالمين أم لا، ولكنه حقا لا يشعر تجاهها سوى بتلك المشاعر وتلك الغصة التي تضرب قلبه بسببها
التفت لزوجته التي تحمل صغيرتها وأمرها بغلظة لم تستاء هي منها لعلمها ما يخفيه داخل صدره:
-خدي الولاد واطلعي فوق.
انحنت تمسك راحة الصغير جاسر وتحركت بخطوات بطيئة تماشيا مع خطواته الطفولية فنفذ صبره وهو ينتظرها فصاح بصوت عال:
-سنيه.
هرعت الخادمة نحوه فحرك رأسه وهو يصر على أسنانه وبلمعة عين غريبة أمرها بحركة رأسه:
-ساعدي الهانم.
أسرعت تحمل الصغير وصعدت معها للطابق العلوي وتحركت حنان تستند على الأثاث حتى دلفت غرفتها؛ فرمق فارس والدته بحدة وتكلم بصوت غليظ:
-خير؟ وياريت بسرعة لأني مستعجل.
بسمتها السمجة والمرسومة على وجهها جعلته يتنفس بغضب وهو يستمع لها تقول:
-تعالى نتكلم فـ المكتب أحسن.
تحركت قبله فتبعها ودلفا للمكتب وفور أن أغلق الباب هدر بها بحدة:
-خلصي يا فريدة هانم، عايزة ايه؟
أجابته وهي تجلس على الأريكة:
-اقعد بس لأن الموضوع يطول شرحه.
صاح بها فورا وهو يرمقها بنظراته الحادة وبصوت خشن:
-انا لسه قايلك على فكره إني مشغول، اتفضلي يا فريدة هانم روحي وأنا لما افضى هبقى اعدي عليكي.
هم بالتحرك صوب الباب فهتفت:
-انت رايح الحج صحيح؟
التفت ينظر لها بعدم تصديق وضحك وهو يسألها ساخرا:
-آه، عند حضرتك مانع؟
حركت كتفيها وهي تنفي:
-لأ طبعا ربنا يتقبل، هو الحج فرض ربنا مفيش كلام ويا ترى بتعمل كل اللي ربنا قالك عليه برده ولا هو الحج عشان المظاهر الكدابة وبس؟
حطم فكيه من ضغطه عليهما وقبل أن يرد عليها أكملت:
-أصل ربنا قال "ولا تقل لهما أوف" وأنت ماشاء الله عليك مش بس بتقولي اوف ده فاضل شويه وتضربني.
مسح وجهه حتى يتمالك غضبه وجلس على المقعد المجاور لها وتنفس بعمق ليتحكم بعصبيته وسألها بهدوء لحظي:
-خير يا فريده هانم! عايزة تتكلمي في ايه؟
رققت صوتها وهي تحدثه:
-أنت ابني الكبير يا فارس، مهما عملت ابني وعمرك ما هتقدر تنكر ده حتى لو بطلت تقولي ماما زي ما بتعمل كده.
![](https://img.wattpad.com/cover/342906716-288-k345239.jpg)