ظل شاردا ينظر أمامه للفراغ فلاحظ فارس صمته الذي طال وزوجته تهتف بحزن:
-أنت زعلت؟ انا متفائلة المرة دي يا مازن إن شاء الله وهعمل كل التحاليل من بدري أوي وإن شاء الله البيبي يطلع كويس.ظل على حالته فنبهه فارس بقرصة طفيفة بجانبه وهمس له:
-مازن، رد على چنى.لم يستعب ما قاله فتمتم:
-بتقول ايه؟غمز له يشير للهاتف بيده فركز بصره على شاشة الهاتف وأومأ دون وعي أو استيعاب وسألها:
-انتي حامل في أد ايه؟أجابته مبتسمة:
-معتقدش كملت شهر حتى، انا لسه مكشفتش.أوما وتسائل:
-ماما عرفت؟نفت برأسها:
-أنا قولت أعرفك أنت وفارس الأول وبعدها هقول لمامتك ويمكن أروح أزور مامي وبابي وافرحهم.هز رأسه هزات متتالية وعاد لشروده فسحب فارس الهاتف منه وابتسم لها مهنئا إياها:
-الف مبروح يا چوچو وإن شاء الله نطمن على البيبي ويطلع سليم.أغلق معها وعاد للجلوس بجوار مازن الذي بكى رغما عنه فحاول فارس تهوين الأمر عليه مربتا على كتفه:
-هيطلع سليم إن شاء الله يا مازن.نفى محركا رأسه باعتراض:
-ﻷ، چنى لو حامل في شهر يبقى حملت وأنا تعبان والأكيد إن البيبي مش هيطلع سليم خصوصا المرة دي الورم مش حميد.زفر فارس زفرة قوية وهو يوبخه:
-بلاش التشاؤم ده يا مازن، خليك متفائل وأملك في ربنا كبير.رمقه بنظرة حزينة وعبراته نزلت على وجنتيه وهمهم بصوت مختنق متحشرج:
-لو جرالي حاجه هتعمل ايه بطفلين يا فارس، چنى لسه صغيره أوي على الشيله دي كلها.صر فارس على أسنانه وهدر به:
-ما بلاش النبرة الضعيفة والمكسوره دي، انت ليه مُصر تستلم؟ هو ده اتفاقنا يا مازن؟أطرق بصره ينظر لأنامله التي يتلاعب بهما معاً وتكلم مجاهدا عبراته وحزنه:
-طيب أوعدني لو البيبي طلع مش سليم تخليها تنزله.عض الآخر على شفته السفلى ورد:
-لو الدكاتره شافت ضروره طبيه لده فالاكيد اني هجبرها تعمله.صاح به رافضا:
-مش ضرورة طبيه وبس، لو طلع عنده أي نوع إعاقة خليها تنزله يا فارس ابوس ايدك.رفض بتعابيره قبل أن يجيب ففهم مازن رفضه الواضح من بكاؤه:
-يا فارس هجيب طفل مريض للدنيا يفضل من غير أب ويعاني حياته كلها بمرض ملوش علاج وفي الآخر اللي هتتظلم هي چنى بسنها الصغير وملحقتش تعيش حياتها وتفضل شايلة كل ده لوحدها.بصوته الأجش عقب عليه:
-انت كل كلامك بيقول انك هتموت وهي هتخلف طفل مريض ونسيت إن رحمة ربنا بينا كبيرة أوي وأكبر من أي قضاء، والدعاء بيرد القدر يا مازن فاحنا كل اللي علينا بدل التشاؤم والتفكير في فعل الحاجه اللي حرمها ربنا المفروض عينا ندعي وبس.
❈-❈-❈