الفصل الأربعون

17.6K 506 41
                                    

امتدت ذراعاه لتحتضن جسدها الصغير القابع بداخله وقبل عنقها باشتياق وحب ففتحت عينيها بخمول تحاول استعادة تركيزها ونظرت لوجهه المبتسم والذي أشرقت به شمس صباحها فهمست بصوتها المبحوح إثر استيقاظها توا:
-صباح الخير يا حبيبي.

اتسعت بسمته وقبلها قبلة سطحية على شفتيها ورد بنفس الهمس:
-صباح النور يا نور عيوني.

رمشت بأهدابها تحسس براحتها على وجهه فنطق هو عندما استمع لغمغمات صغيره:
-الباشا الصغير صحي ومش هحلق أعمل اللي كنت ناوي عليه.

ضحكت وتحررت من حضنه لتحمل صغيرها من فراشه وعادت للجلوس بجوار مازن على الفراش تنظر لساعة الحائط وتسائلت:
-صاحي بدري أوي ليه كده؟

ظل يرسم تلك البسمة على وجهه وهو يجيبها:
-عندي كذا مشوار قبل الشركة.

وقبل أن تكمل أسئلتها استمع لرنين هاتفه وما كان إلا من ابن عمه ورفيق دربه الذي هاتفه:
-صباح الخير يا مازن.

رد وقد اعتدل بجسده هاماً بالتحرك من على الفراش:
-صباح النور يا بوص، أنا 10 دقايق وأجهز.

أومأ فارس متنهدا بقلق:
-إن شاء الله نطمن وكله خير من عند ربنا.

أكد عليه بعد أن ابتعد عن چنى دالفا المرحاض:
-ونعم بالله.

استمع فارس لصوت المياه فعلق عليه يرجوه:
-اتوضى بالمرة يا مازن وصلي عشان ربنا يوفقنا، أنا صليت الفجر في الجامع ودعيت كتير أوي، ربنا يتقبل دعايا يا رب.

ابتسم مازن بسمة صفراء وهو يعقب:
-تفتكر ربنا ممكن يقبل صلاتي ولا دعائي؟

أكد عليه فارس فورا:
-طبعا يا بني، باب التوبه مفتوح وأنت الحمد لله بقيت غير زمان، هو أنت بس محتاج تلتزم شويه في الفروض وإن شاء الله ربنا يقف معانا.

أغلق معه فارس والتفت لزوجته التي استيقظت للتو تسأله بملامحها فأجابها والغصة تتسع بداخل حلقه:
-رايح مع مازن المستشفى عشان نشوف الوضع عامل ايه؟

حركت رأسها وتركت الفراش تقترب منه واحتضنته تربت عليه بحنان وحب:
-إن شاء الله ربنا يطمنا عليه.

دمعت عين فارس رغما عنه فمسحتها له بابهاميها وهي تكوب وجهه ونزلت عبراتها هي الأخرى تؤكد له:
-بلاش كده يا فارس عشان خاطري، مازن قوي وهيعدي منها زي المرة اللي فاتت إن شاء الله.

هز رأسه وتحدث بحزن:
-المهم زي ما فهمتك، مش عايز جنس مخلوق يعرف حاجه عن تعبه وخصوصا چنى.

نزل الدرج بعد أن قبّل صغيريه ودلف سيارته وحارسه يفتح له بابها فتفاجئ بزين يقترب من السيارة وانحنى ينظر لرب عمله من النافذة:
-صباح الخير يا باشا.

رد متجهما:
-صباح النور يا زين، ايه اللي جايبك؟

ابتلع زين ريقه وبلل شفتيه متوترا فأضاف فارس:
-أنت لسه تعبان، روح ارتاح ومرتبك ماشي زي ما هو ومترجعش إلا لما صحتك تبقى أحسن من الأول.

روضتني 2 (طمس الهوية) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن