إن جائتك الفرصة للمرة الثانية فلا تضيعها وأستغل كل لحظة فيها حتى تصل لهدفك مهما كان فإنها لو ضاعت لن تأت مرة أخرى، فالفرصة كما هي وقت إضافي أعطاه لك الطرف الآخر كي تحاول من جديد لكسب ثقته فهي بالنسبة له كالرصاصة التي يعطيها لك لتقتله بها إن استغليتها بشكل خاطئ لذا فأحرص عليها واستغلها بشكل صحيح.
استقبلها بابتسامة نضرة وعينين لامعتين واقفا يحاول إخفاء ثوران مشاعرة بداخل قلبه، أما هي فارتدت تلك النظارات المعتمة ليس لإخفاء حدقتيها من أشعة الشمس، ولكن حتى تخفي حماسها الظاهر على حركات جسدها.
ابتسمت له عندما اقتربت منه ووجدته يفتح لها باب السيارة كما اتعتادت منه بلباقته التي اعتادت عليها ولكنها وقفت أمامه تسأله بخجل:
-مش كنا فطرنا الأول قبل ما نمشي.وحتى تزيل إحساسها بالحرج أضافت:
-محدش عارف هنلاقي أكل بره يتاكل ولا لأ.ابتسم بسمة واسعة موضحا:
-متقلقيش أنا مجهز برنامج تحفه منه نتفسح ونشوف البلد ومنه نجرب أكلات حلال لكذا بلد، منهم اوذباكستان وغيرهم فاتحين مطاعم هنا.دلفت بالمقعد المجاور له بارتباك فأدار محرك السيارة والتفت يبتسم لها:
-ممكن تسيبي نفسك انهارده وتحاولي تتبسطي من غير تفكير.تفاجئت لعلمه ما يدور بخلدها عندما أكمل:
-بلاش تفكير وكلام جواكي عن ياترى هنتعامل مع بعض ازاي بعد السفرية والكلام اللي يقتل الفرحة ده، ممكن؟أومأت له فقاد سيارته حتى وصلا لوجتهما لسور الصين العظيم وصعدت معه ﻷعلى منطقة بالسور ووقفت تنظر للمدينة من أعلى بشرود فوقف خلفها وانحنى هامسا بأذنها:
-جميلة أوي.التفتت فجأة بعد أن انتبهت لصوته وابتلعت ريقها بخجل وهو يبتسم ويكمل:
-جميلة الصين.ضحكت رغما عنها عندما قلد ذلك المقطع من الفيلم المصري فول الصين العظيم وهتفت معقبة:
-أنت اتعديت من فارس ولا ايه؟غمز لها بطرف عينه وهو يصحح لها:
-بصراحه كنت بقول جميلة عنك بس خوفت تتضايقي فغيرت كلامي.أطرقت رأسها وسحبت نفسا عميقا وحاولت تغيير مجرى الحديث فتسائلت:
-هنروح فين تاني؟أجابها وهو يمسك راحتها ويسحبها خلفه:
-حديقة الحيوانات.سحبت راحتها فورا منه وتنحنحت بحرج:
-يزن من فضلك بلاش...قاطعها معتذرا:
-آسف مكنتش أقصد والله.أومأت عدة مرات مصدقة حديثه وتحركت خلفه ودلفت السيارة حتى وصلا لوجتهما وهناك تحولت نرمين من تلك الحزينة والمقتضبة إلى طفلة تضحك وتبتسم وهي تشاهد الحيوانات المختلفة وتطعهما وتجري هنا وهناك بسعادة.
نهجت بعد أن شعرت بالتعب من كثرة اللعب والجري فجلست على أحد المقاعد بجوار بائع للفاكهة وجلس يزن بجوارها ساخرا:
-لاااا، أنا مش أدك وصحتي على أدي.
![](https://img.wattpad.com/cover/342906716-288-k345239.jpg)