هناك حد فاصل بين الغضب والجنون، شعرة ضعيفة قد تُقطع إن ما تحول الغضب العارم لما هو أكبر وأخطر فلن يستطع أحد أن يثني هذا الشخص عن جنونه مهما كانت العواقب.
فور أن استمع لكلماته وفضحه لسره وسر أخته الذي جاهد ليخفيه عن الجميع حتى أقرب الأقربون ظل جامدا لم يحرك ساكنا فهرعت ياسمين ناحيته تمسكه من ساعده وفعل زين بالمثل من ساعده الآخر وهذا الأرعن يكمل استثارته بحديثه:
-وده كمان إنذار بالطاعه فياريت جنى تنفذه بأسرع وقت.
صاح الجد بعصبية هادرة وما زال فارس يقف أمامه صامتا يصر فقط على أسنانه:
-ايه التخريف اللي انت بتقوله ده؟ أقف هنا كلمني يا ولد أنت.
التفت شادي لجده يوضح له الأمر باستفاضة:
-القصة وما فيها يا جدي اني اتجوزت جنى على سنة الله ورسوله ولما الباشا عرف حبسني زي أيام ما عمل وقت جوازته من ياسمين وأجبرني أطلقها وبعدها طبعا كلنا عارفين انه جوزها لمازن بجواز باطل وأنا دلوقتي رديت مراتي لعصمتي تاني.
لمعت عين السيد بالدهشة وهو يمسك شادي من تلابيبه ويعنفه بحدة:
-ايه الكلام الفارغ ده؟ انت مصر تجيب اجلي يا بني أنت، جواز ايه اللي باطل؟ ما تتكلم عدل وتفهمني.
ظل يثرثر بالحقائق والوقائع التي حدثت منذ فترة عندما أراد التلاعب بفارس وعائلته من أجل الثأر لنفسه بمساعدة مروان الفهد، العدو اللدود لفارس ولم يشعر بالحرج من قصه لتعاونه معه من أجل الثأر لكرامته المهدورة.
أحكم زين قبضته على ذراع فارس عندما استمع لصوت اصطكاك أسنانه والأرعن يشير لياسمين:
-عملت كل ده عشانك وانتي جيتي عليا وعلى عيلتك عشانه.
تمسكت بزوجها هي الأخرى بقوة فنظر فارس لهما يمينا ويسارا وسألهما:
-انتوا ماسكيني كده ليه؟
رد زين وهو يبتلع ريقه:
-بلاش تتهور يا باشا.
ابتسم بزاوية فمه وأنزل أيديهما المتمسكة به وأقترب من شادي؛ فحال الجد بينهما ولكن فارس لم يكترث فدفعه بقوة ساعده بعيدا فاختل توازن هذا الكهل وكاد أن يسقط لولا ابنه الذي أسنده وأعترض على فعلة فارس بضيق:
-مش كده يا بني.
لم يهتم مطلقا لصيحات الاعتراض الخارجة من أفواه الجميع ووقف أمام شادي يرمقه بنظرات حاده وشرر مريب وتكلم وهو مطبق على أسنانه بقوة:
-شكلك وحشك المخزن يا شادي، منا لازم كل فتره والتانيه اسحبك زيارة عشان تفتكره.
زم شادي شفتيه وحاول التطاول عليه محركا جسده ولكن كان والده الأسبق بإمساكه ومنعه من التهور وفارس لازال واقفا بجمود لم يحرك ساكنا وصاح يهدده: