قاد سيارته ضاغطا على مقود السيارة بعنف وهو يشعر بألم يغزو كل ذرة من كيانه وجسده على حد سواء، ولم يجد نفسه متجها صوب منزله ولكنه توقف أمام بوابة منزل والديه وترجل قاصدا الدخول فاستقبلته أمه التي لمعت عينيها من منظره المبعثر وشكله الحزين فسألت بوجل:
-مالك يا مازن؟ في ايه؟ابتلع ريقه وقضم شفتيه حتى اختفت بداخل فمه فرددت سؤالها باهتمام أكثر:
-مالك يا بني وفين مراتك وابنك؟امتعض وجهه ودلف مقتربا منها يتحدث وهو مطبقا لشفتيه يصر على أسنانه ليخنق بكائه قدر المستطاع:
-مخنوق وتعبان أوي يا ماما.ارتمى بحضنها فربتت عليه تؤازره وهي تتسائل:
-اهدى بس وقولي ايه اللي حصل؟أجابها من بين غصته العالقة بحلقه:
-چنى عايزه تطلق.تعجبت وحدقت أمامها بذهول وصاحت به:
-عملت ايه؟ عملتها ايه بس قولي؟لم يرد فكررت سؤالها بحدة:
-يا بني چنى مستحيل تطلب الطلاق إلا لو عملت حاجه كبيرة أوي فقولي عملت ايه؟ارتبك وارتشعت شفتيه وهو يجيبها:
-سمعتني وأنا بعترف لفارس اني لسه بحب نرمين.اتسعت حدقيتها ببريق الدهشة وفتحت فمها بشكل منذهل وعجزت عن الكلام او التعقيب عليه، ولكنها سريعا ما استجمعت نفسها وهتفت:
-تعالى طيب جوه بدل الوقفه دي.دلفا للداخل فسألها وهو ينظر حوله:
-هو بابا مش هنا؟نفت تخبره:
-لسه في المستشفى، المهم دلوقتي احكيلي اللي حصل عشان أعرف أتصرف.لم يقص عليها الكثير ولكنه ردد بالمختصر:
-كنت بتناقش مع فارس واعترفتله إن لسه جوايا مشاعر ناحية نرمين وسمعتني، ودلوقتي طالبه الطلاق وفارس عايز يجبرني انفذ لها رغبتها و...قاطعته توبخه بشدة:
-في حد يعمل عملتلك دي؟ رايح تعترف لأخوها انك بتحب واحده على أخته حتى لو اللي بتفضفض معاه ده يبقى فارس توأم روحك فهو مستحيل يقف معاك ضد أخواته، أنت معقول بالسذاجه دي انك تفكر إن فارس مهما كانت مكانتك عنده هيعليك على أخواته يا مازن.زفرت مستسلمة:
-حط نفسك مكانه بالرغم من علاقتكم بس لو بيري في كفه وفارس في كفه هتختار كفة مين يا مازن؟
أطرق رأسه ودمعت عينيه رغما عنه فمسحت بكفها بحنين على كتفه:
-اهدى طيب وكل حاجه ولها حل، بس أنا مش فاهمه ليه تفتح موضوع نرمين تاني والمفروض انك نسيتها؟لم يعقب عليها وتركها تكمل:
-وچنى طبعا حاسه من الأول إنك بتحبها والمشاكل بينكم على الموضوع ده مبتخلصش، ودلوقتي سمعت بودانها وخلاص اتأكدت كل شكوكها.زفر بضيق صائحا:
-يا ماما أنا جاي ابات عندك عشان مش عايز ابقى لوحدي مش عشان تفضلي تقطميني كده.