ارتدى ملابسه وهو يبتسم في المرآة بزهو وخرج؛ فوجد والدته تجهز المائدة فسألته وهي لا تزال ترص الاطباق:
-أنت رايح فين ع الصبح كده؟ هو مش أنت نبطشية ليل؟
أومأ ولا تزال بسمته تتسع لأذنيه؛ فشعرت والدته بالحيرة واقتربت منه تسأله بتوجس:
-فيك ايه يا بني؟ حاجه حصلت؟
رد وهو يقبل جبينها:
-ابدا مفيش، صحي أنس خلينا نفطر.
ابتسمت بحب وردت وهي تتجه للمطبخ:
-أدخل أنت صحيه خليني أعلق ع الشاي.
وافقها بإيمائة طفيفة وطرق الباب فاستمع لصوته من الداخل:
-ادخل.
دلف فوجده جالسا على فراشه ممسكا بهاتفه يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه اعتدل فورأن وجد شقيقه يرتدي ملابسه:
-الله! انت رايح فين؟
أجابه بعدم اكتراث:
-القسم، هكون رايح فين؟
سأله مجددا:
-انت نبطشيتك اتغيرت؟
نفى برأسه وهو يوضح:
لأ، بس ورايا كام حاجه عايز اخلصها.
توجس أنس من تصرف أخيه فهو اعلم الناس بما يدور بخلده، وإلا لما كان له هذا التأثير عليه لاستطاعته قراءته بسهولة ككتاب مفتوح امامه فهتف محذرا:
-بلااااش.
رمقه مالك بنظره متحيرة فأصر الأول على تحذيره:
-بلاش يا مالك تعمل اللي في دماغك، اسمع الكلام وخلينا نبعد عن الشر ونغنيله
صر مالك على اسنانه وهو يرمقه بنظرات جامدة وصرخ دون وعي:
-مش قبل ما اشفي غليلي من اللي اسمه فارس الفهد ده، هو السبب في كل حاجه حصلت هو مراته، هم اللي لعبوا في دماغها ومش بعيد يكونوا السبب في الخطه الو**ة اللي عملتها نرمين عليا وعليك.
ارتبك أنس ونهض من فراشه مقتربا من شقيقه وهو يحاول اثناءه عما يدور بخلده:
-انا عارف انت موجوع أد ايه، ومش هتكون موجوع زيي لأن أنا موجوع وجعين، وجعك ووجعي، بس قولنا العيار اللي ميصبش يدوش والناس دي بجحه ومعندهومش مشكلة من الفضيحه، لكن احنا اللي لو حصل كده امك ممكن تروح فيها وأديك شوفت حصلها ايه وقتها.
جلس على طرف الفراش وهو يصر على اسنانه بغل ورد متجهما:
-مش قادر، عايز على الأقل اروح اوصي أي حد من زمايلي عليه وهو هناك يعملوله تشريفه محترمه تليق بيه.
ضحك أنس وهو يعقب على حديث أخيه:
-يا بني هو انت متخيل ان اللي زي فارس الفهد ده هيدخل التخشيبه ويتعمله تشريفه، ده مش بعيد يكون بايت في اوضة اللوا بذات نفسه.