صعدت معه غرفة صغيرها فحمله على الفور يقبله وهي تمتعض رافضة:
-ليه صحيتو بس يا فارس؟ابتسم وهو يقبل الصغير:
-وحشني أوي العفريت ده.تحسس بشرته ملامسا وجهه وهو يسأل المربية:
-الحرارة أخبارها ايه؟أجابته باحترام:
-نزلت يا باشا، الحمد لله اتحسن كتير عن امبارح.تركه بفراشه وأعطت ياسمين الصغيرة للمربية وهي تؤكد عليها:
-خلي بالك أحسن چاسمين تتعدي منه، چاسمين مينفعش تسخن.أومأت مؤكدة:
-متقلقيش يا هانم أنا فصلاهم عن بعض من ساعه جاسر ما تعب.هزت رأسها باستحسان وخرجت تتبع زوجها الذي سألها بحيرة:
-الولد تعبان من كذا يوم مش كده؟أومأت فسألها بحدة طفيفة:
-منا بكلمك كل يوم مقولتليش ليه؟تنهدت بعد أن أخرجت زفرة قوية:
-هو كان ينفع أشغلك بالظروف اللي كنت فيها دي؟ الحمد لله ابنك بقى كويس وملوش داعي اشغل بالك وأنت أصلا فيك اللي مكفيك.قبلها من وجنتها ممتنا:
-ربنا يخليكي ليا.تبعته لجناحهما فارتمى على فراشه مجهدا ومتمتما:
-ياااه، الواحد فعلا مبيرتاحش غير على سريره.مالت عليه تقبله من عنقه:
-قوم خد شاور وتعالى نام للصبح.ابتسم مقبلا إياها ومتسائلا بدهشة:
-ايه ده؟ هو انا موحشتكيش؟غمزت تؤكد:
-وحشتني طبعا، بس عارفه انك تعبان ومحتاج ترتاح.أومأ مؤيدا:
آه والله ومع إن نفسي فيكي أوي بس حقيقي مش قادر من التعب.ربتت على كتفه بتفهم:
-أنا عارفه يا حبيبي، الجيات كتير، يلا قوم خد شاور وهتطلع تلاقيني مجهزالك هدومك.هز رأسه موافقا ودلف المرحاض خالعا عنه ملابسه ووقف أسفل المياة المنهمرة عليه حتى انتهى من استحمامه وخرج فوجدها تحمل بيدها ملابس مريحة للنوم فارتداها وأراح جسده على الفراش وتسطحت هي بجواره تملس على شعره ليستدع النوم سريعا ولكنها استمعت لصوت تنهيدته العميقة فنظرت لحدقتيه المحتقنتين بعبرات مكتومة وهمست تواسيه:
-هيخف إن شاء الله يا فارس، خلي أملك في ربنا كبير.رد بحزن عميق ظهر على نبرته:
-ونعم بالله، ألمرة دي أخطر كتير من المره اللي فاتت يا ياسمين.وافقته الرأي موضحة:
-عارفه وباين على شكله، خاسس خالص وباين عليه التعب أنا معرفتوش وهو داخل.سحب ماء أنفه بداخله فربتت عليه تتضرع لله:
-ربنا يشفيه وكلنا بندعيله يا حبيبي.علق عليها:
-انا خايف أوي، عمي بيقولي نفس حالة بابا الله يرحمه بيعيشها مع ابنه تاني.