الجزء 17

1K 85 0
                                    

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد

دولت واللى معاها كلهم وصلوا المقابر وراحوا عند قبر جمالات بس مالقوش آدم هناك

كارما : اومال فين آدم ؟ ده نازل قبلينا 

دولت : دلوقتي يجي

قعدوا كلهم قرأوا الفاتحة على روح جمالات وفضلوا قاعدين شوية وداليدا ماسكه دموعها بالعافية، شوية وآدم وصل وماسك في ايده بوكيه ورد أبيض، كلهم وسعوله وهو راح حط الورد على قبر مامته وقعد قرأ الفاتحة وقعد بصمت بيبص على القبر ودموعه بتنزل، ماحدش كان شايف وشه بس كلهم كانوا متاكدين إنه بيعيط

عدت ساعات كتير دولت وهند وكارما تعبوا من القاعده فقرروا يروحوا ماعادا آدم اللي كأنه في دنيا تانية ومش سامع ولا حاسس بحد حوليه

جسار بص لدولت : خليه براحته وأنا معاه ماتخافيش

دولت : ماشي يابني خلوا بالكم من نفسكم

جسار هز دماغة وكلهم مشوا وداليدا بتبص على القبر ومش عايزة تمشي، في حاجة شداها للقبر ومش عايزة تروح دلوقتى

هند : مالك يا داليدا ؟

داليدا : مش عارفه، القبر ده، حاسه أنى مش عايزة امشي من عنده

هند وقفت وحاسه بداليدا وتعلقها بأي ام : عايزة تقعدي شوية كمان ؟

داليدا بصتلها وسكتت

هند : هروح أنا مع دولت هانم وخليكي انتى شوية لو عايزة، هاا ؟

دولت قاطعتهم : في حاجة يا جماعة ؟

هند : لا يا هانم، داليدا بس كانت عايزة تقعد شوية فبقولها خليها لو عايزة

دولت : لو عايزة تقعدي خليكي وتعالي مع آدم 

داليدا بصت بتردد على آدم اللي قاعد بعيد عند القبر وهند طبطبت علي ايدها : روحي يا حبيبتي، روحي طلعي الكبت اللي جواكي كله

داليدا زي ماتكون ماصدقت ورجعت فعلا عند آدم

دولت : كبت ايه ده يا هند اللي هتطلعه في المقابر ؟

هند مسكت ايدها وبتتكلم وهي بتمشي : خليها تعيط شوية، هي شايله كتير اوي في قلبها

******
داليدا رجعت تاني لآدم بخطوات متردده وقبل ما توصل عنده جسار وقف قدامها : في حاجة ولا ايه ؟

داليدا هزت دماغها برفض : كنت عايزة أفضل شوية كمان بس

جسار هز دماغه بفهم ووسعلها تعدي وهي راحت وقفت ورا آدم، شوية وقعدت على الارض وضمت رجليها لصدرها وصوت شهقات آدم المكتومه كانت كفيلة تخليها تعيط، حطت دماغها على ركبها وفضلت تعيط كتير

وفضل الاتنين كده لوقت طويل كل واحد واقع في دوامه من الحزن والألم ومش عارفين يطلعوا منها، لحد الليل ما ليل وهما مش حاسين

معجزتي بقلم/مريم عبد القادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن