قصتي الاولى "جسر إلى ضفة النور"
سهر فتاة ذات ٢٢ سنة تعيش مع والدها العميد بالجيش التركي بعد أن غادرتهم اختها الكبرى سيلا لتتزوج يلشين كريملي الاخ الأوسط ليمان كريملي رجل الأعمال أو المافيا كما يراه الناس ذو ٣٦ سنة و صاحب طبع حاد و شخصية قوية متعجفرة صقلتها تجارب الزمن المرير الذي مر به و اخوانه ضياء و ياتشين.
تبدأ القصة حين علمت سهر اثناء تلقيها لواجب العزاء في والدها الذي طالته يد الار. ها ب و قتل حسب ما قيل لها و لكن لم يتم بعد العثور على جثته، علمت أن اختها الكبرى أيضا توفيت في نفس يوم وفاة والدها بحادث سقوط من أعلى الدرج تاركة و راءها طفلا يتيما بعمر أقل من خمس سنوات لم تعرف سهر يوما بوجوده.
و تلقت من طرف إدارة المستشفى مكتوبا عرفت حين فتحته أنه وصية من اختها كتبتها و هي تلفض أنفاسها الأخيرة تحملها فيها أمانة طفلها الصغير و تطلب الصفح من اب لم تعرف حينها أنه قضى في نفس يوم وفاتها.
تحت وطأة الصدمات المتلاحقة أسرعت سهر للقصر المظلم تطالب بامانتها و لم تكن تدري ان القدر يخبا لها في هذه السنة التي عرفت رحيل كل احبابها أكثر من مفاجأة.
اصطدمت برجل على شكل صخرة صماء قاسية عرفت فيما بعد أنه يمان كريملي عم ابن اختها و المكلف بتربيته حسب وصية شقيقه المتوفى يلتشين.
سهر ذات البشرة البيضاء الناصعة و العيون الزمردية الآخاذة و الجسد الناعم المتناسق و الشعر البني الحريري يلامس خصرها كانت مزيجا رائعا بين المرأة الفاتنة و الفتاة البريئة. مواجهتها للرجل الاسمر ذو الملامح القاسية و الشعر الفاحم المتوهج بخطوط فضية لامعة اضفت عليه سحرا و هيبة و رجولة لا تقاوم، مواجهتها له وضعتها في موقف لا تحسد عليه حيث لم يسبق أن تعاملت مع هكذا بشر.
كان والدها رجلا حازما و لكنه محب لها أخذ على عاتقه تربية ابنتيه اليتيمتين بعد أن توفيت والدتهما سليلة أحد العائلات الملكية الإيطالية اثناء و لادة سهر التي كانت تصغر سيلا ب ٨ سنوات. كان ضابطا بسيطا في الجيش التركي و لكنه احب حفيدة الملوك و عشقته و هربت من عائلتها لتتزوج به و تنجب له فتاتين راىعتي الجمال سيلا و سهر. بعد وفاتها لم يدخر الضابط جهدا في تربية بناته حتى بلغت سيلا ٢٠سنة و نجحت في الثانوية والتحقت بإحدى جامعات البعيدة عن منزل والدها لتدرس القانون. في الجامعة و بعد عامين من الدراسة نشأت علاقة صداقة بينها و بين يلتشين الذي كان يمثل شركة الكريملي في أحدى الحفلات الداعمة للجامعة. و سرعان ما تحولت الصداقة حبا ليسارع يلتشين و يطلبها رفقة شقيقه يمان الذي لم يكن يأبه للموضوع اصلا. غير أن الشقيقان و سيلا استطدموا برفض قاطع من الضابط الذي تحول الي عميد في الجيش مع مرور السنين. كان العميد صارما لدرجة أغضبت يمان حيث قال "لا اريد اي علاقة لي بالكريملي لا من قريب و لا من بعيد و بدون اي اسىلة أو تفسيرات" ثم أضاف بجفاء" اما انت فعودي الي دراستك و انسي نهاىيا هذا الهراء" قال جازرا سيلا .
وقف يمان الذي كان وقتها شابا طاىشا و لا يحسب حساب لأحد مستهزءا" أو ترفض الكريملي و انت مجرد موظف في الدولة. الزواج من اخي حلم كل فتاة فمن تحسب نفسك لترفض"
اجاب العميد ببرود قاتل " اشربا قهوة الضيافة لكي لا يكون عيبا في حقي و انسيا الطريق المؤدية لمنزلي" كانت عيون العميد السوداء قاتمة لدرجة قاتلة قابلتها عيون يلتشين المذعورة المتوسلة و عيون يمان الملتهبة نارا و شرارا.
قطع هذا الصمت المطبق صوت الباب الرئيسي يفتح و صوت فتاة صغيرة في الرابعة عشر تنادي بابا حبيبي لقد وصلت.
كانت سهر تهم بولوج غرفة الجلوس قبل أن يسرع والها لاستقبالها بالباب و طلب منها بحزم و لكن بلطف أن تصعد لغرفتها حتى يناديها. نفذت أوامره مستغربة
بكت سيلا و استدار العميد مخاطبا يمان بستهزاء" لا ينقصني أن ترى الصغيرة فتقع في غرامها ايظا"
ابيضت مفاصل يمان غضبا و اجاب باحتقار "لو بقيت صغيرتك اخر فتاة في العالم لا انظر لها بطرفة عين."
غادر الإخوان و لكن يلتشين و سيلا عزما على أن يضعا الجميع أمام الأمر الواقع و أن يتزوجها كلفهما ذلك ما كلفهما.