جسر الي ضفة النور الجزء الخامس و الاربعون
كاد يمان يجن حين رأى الصورة و غيرها من الصور التي أكدت له أن ذلك الحقير كان حاضرا في زفافه و متخفيا بقناعه. و أنه دخل جناحه رغم كل التدابير الأمنية العالية التي اتخذت.
أصبح متأكدا أن الرجل بالغ الخطورة و أنه لا ينجح الا بمساعدة أحد الخونة من الداخل. و فكر يمان أن الخائن ليس إلا سمر التي جعلته يشك بحبيبته و زوجته و يتهمها في شرفها. احس بندم قاتل و عرف أنه فمتى سر في الموضوع و أنه يجب أن يكتشفه. لا يدري إن كانت سهر بريئة تماما ام لا لكنه متاكد أنه ظلمها و أخطأ في حقها حين سمع لهذه الافعى.
اما في حديقة نادي الضباط الخارجية فقد جلست سمر تمسح الدماء عن شفاهها من قوة الصفعة و حسبت أن الأمر انتهى و لكن مهند تقدم منها و رفعها من شعرها حتى كاد يفصل فروتها عن جمجمتها فدوت صرخاتها مع ما سدده لها من ضربات على جانبيها. و لو لا تدخل سليم الذي انتزعها من يده بصعوبة لقضت نحبها.
وقف سليم أمام مهند يهدأ من روعه و يفهمه أنها لا تستحق أن يضيع مستقبله من أجلها.
استغلت سمر ذلك فهربت تزحف تارة على أربع و تقف طورا على ثلاث بينما يطفىء يافوز اخر سجارة له و هو يتسلل للمقعد الخلفي لسيارة سمر بعد أن شهد كلما حدث منذ البداية.تكلم اخيرا في أحد الأجهزة التي تلتصق كقفل بقميصه "سيدي اطلب الاذن بالتحرك".
و ما أن ركبت سيارتها محاولة الهرب دون أن تنتبه لوجوده حتى وضع سلاحا في راسها و قال في هدوء جعل أطرافها تتيبس و عيونها تخرج "الي الامام حضرة العميلة سانور شالوح شارون"
كانت سهر تقلب نظراتها المتألمة نحو الكل. الجميع معا يرقصون ببهجة كما حلمت أن تراهم يوما حتى ضياء استمتع بشدة و هو يراقص ليلى بلا توقف و صغيرها يوسف يراقص إحدى البنات ببراءة و سعادة.
بحثت بعيونها عن يافوز فلم تره بقرب زوهال التي كانت مستمتعة بالاكل و لم ترى إلا سليم و هو يتقدم منها فشعرت بالخجل من صدق كلامه. انها وحيدة كما كانت داىما. كان الكل يخشى الاقتراب منها لانها ابنة العميد الشرس و لم يتغير شيء فقد أصبح الكل يخشى الاقتراب منها لانها زوجة المتوحش. هكذا هو الأمر مجرد اختلاف في الأسماء و يبقى داىما سليم هو الملجا الذي لا يخشى الاقتراب منها مهما حدث.
دعاها للرقص كما كان يفعل داىما بل و طلب منها أن يغنيا اغنية معا فقد كان صوته أيضا جميلا. طلبه لاقى استغراب الجميع فهو جد محافظ لدرجة يعتبر فيها الغناء حراما.
استطاع بطريقة ما اخراج سهر من عزلتها و اسعادها فانطلقت تغني معه باستمتاع لتنسى همومها تحت تشجيع و اعجاب الحاضرين و تحت غضب و غيرة تلك العيون الحادة التي تراقبها عن كثب منذ مدة. و ما إن مد سليم يده ليصحبها للرقص قاىلا "هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟" حتى اجابه صوت قوي صارم "لا لن تسمح لأنها سترقص معي"