جسر الي ضفة النور الجزء الثامن و الاربعون
استيقظت من غيبوبتها على صوت يمان و سليم يصرخان.
يمان "يضرب بك المثل في الغباء. لقد كدت تتسبب في موتها بما قلته لقد حسبت أن يافوز هو من في المشرحة"
سليم "هذا ما طلبه المسؤولون منا. لا دخل لي في ذلك. كانت الوحيدة من بين الحضور من شاهدت جولاق القناص وجها لوجه و هم يعرفونه من خلال الصور و التسجيلات و طلبوا أن تتعرف عليه مباشرة"
كأن الدنيا فتحت لها ابواب الجنة و هي تسمع هذه الكلمات خلف باب غرفتها اين ترقد بعد أن فقدت وعيها فأسرع بها يمان للداخل. هناك قام الأطباء بعدة فحوصات و تحاليل لها و قدروا أنها على الاغلب تعاني انهيارا عصبيا حادا في انتظار تأكيد التحاليل.
اصغت أكثر فسمعت صوتا ثالثا يقول "يمان بيه، هو كذلك نحتاج أن نعرف بما لا يدع مجالا للشك إن كانت الجثة بالمشرحة لجولاق القناص و بما أن السيد يافوز في غيبوبة مبدىيا فزوجتك هي الوحيدة..."
يمان بصرامة و عنف "سيادة الكولونيل، زوجتي لم و لن تدخل ذلك المكان مهما كان الثمن. أما بخصوص الجثة فأنا من سيراها و إن كان صاحبها فاقد لعضوه الذكوري فالجثة من دون شك لذلك الار ها بي الحقير "
تبادل علي و سليم و الكولونيل النظرات المسترابة و اخيرا أكد الكولونيل"هي كذلك. الجثة لرجل تم بتر عضوه الذكوري بشراسة. هل لي أن أعرف كيف عرفت يمان بيه؟"
يمان بكل بساطة "لا" و استدار يتجه صوب المشرحة ليتاكد من الجثة بينما تبعه الكولونيل و علي في صمت و ريبة.
قفزت من سريرها مسرعة مزيلة المصل المعلق بيدها و وقفت تسال سليم الذي مازال كالابله واقفا ام بابها"و يافوز...ماذا عن يافوز ؟"
سليم مضطربا "إهداءي سهر. يافوز حي و لكنه في غيبوبة لا ندري متى يستيقظ. تعالي لتريه و و تطمىني لكن وضعه خطير جدا"
لاحقا تم التأكد من أن الجثة تعود لجولاق القناص. و بقيت عدة أسئلة لدى المسؤولين و بما أن يافوز في غيبوبة لم يجدوا من يجيب عليها. حيث ان الكل كان يتجنب الاحتكاك بالشيطان صاحب الطبع القاسي و المزاج السيء و اللسان السليط.
في قاعة الانتظار وصل الوزير فرحا بعد أن تناقلت وسائل الإعلام خبر القضاء على الأر ها بي الخطير جولاق القناص و قام بتهنئة الحاضرين. ثم التفت يسأل علي "عرفت حضرة المفوض انك سافرت و المدعو سليم للحدود فجر اليوم و انكما من قمتما باحظار يافوز مصابا للمستشفى، من اين عرفتم بما حدث له"
اجاب علي مفسرا "سيدي أعلمنا يافوز مساء الأمس أنه سيلاحق جولاق للحدود بعد أن تقفى أثره من خلال الجاسوسة المكنات "سمر". لم نستطع التغاضي و اقتطعنا ٣تذاكر لي و لابن خالته السيد سليم و لشقيقته في الرضاعة السيدة سهر للحاق به على امل ثنيه عن ذلك. فقد كان وحيدا في مواجهة المتطرفين يدفعه انتقامه الاعمى لمقتل زوجته و ابنيه".