واحد و خمسون

275 20 0
                                    

جسر الي ضفة النور الجزء الواحد والخمسين

انصرف كبير الشؤون القانونية و وقف عدنان أغا استعدادا للمغادرة و رمى اخر ملاحظته التي زعزعت كيان يمان "انها ابنة امها بلا شك. انت شيطان مثلي يمان كريملي و ستحفى كما حفيت قبلك لاستعادتها. و على الاغلب لقد خسرتها كما خسرت أنا  امها سابقا. و إن كنت أأمن بالتاريخ و لو قليلا فسياتي من يسرقها منك في رمشة عين فتبقى كما بقيت انا ميتا بالحياة".

أنهت سهر مسح اربع طاولات في المطعم اين بدأت العمل بعد محايلة سليم الذي حاول إقناعها بالعدول عن رأيها لتجنب المشاكل مع زوجها. و لكنها جلست على كرسي الطاولة الخامسة و داهمها النعاس كالعادة فوضعت يدها و ذهبت في سبات حير سليم الذي يراقبها منذ الصباح.

احس بالشفقة عليها فكل ما تمر به على الاغلب علامات اكتئاب حاد و رفض للواقع كما قدر الأطباء. اقترب لايقاظها فإذا يمان واقف أمامه لا يعرف من أين خرج له. تامل زوجته تغرق في النوم على الطاولة فحاول التكلم همسا موجها تهديده لسليم"كيف تجرؤ على تشغيل زوجتي و اتعابها. ستدفع غاليا ثمن ما فعلته. في كل مرة اقول ظلمتك و لاخرجك من دماغي تعود لتلعب معي لعبة قذرة"

اغتاض سليم من كلامه فأجاب بصوت عال أفزع سهر "اذهب الي الجحيم إن أردت و انا سأكون بجانبها مهما فعلت"

انتبه الرجلان لسهر تناظرهما و فجأة انقض يمان على ذراعها يجرها و راءه كما دأب دائما. لكن سليم حاول التدخل و قبل أن يسدد له يمان لكمة صاحت سهر "كفى. لماذا تسبق لكماتك دائما عقلك. ماذا تريد مني "

فقال يمان "هيا لنذهب لمنزلنا و نتكلم..."

سهر "سأذهب لمنزل والدي حين أنهي عملي ...أنا ممتنة لسليم لتشغيلي و لن أسمح بتدخلك بعد الان"

زاد غضب يمان و استهزأ "عملك، لا عمل لك هنا سيدة كريملي. انت سيدة قصر و أملاك لا تحصى و لا تعد فكيف..."

سهر "لا قصر و لا ملك لي "

سليم "سهر لا تقلقي. بالنسبة للعمل انت داىما مرحب بك في كل وقت و حين"

يمان و قد فقد اخر ذرات صبره "انظر ايها الشوربجي، سأضع رصاصة أخرى في ساقك اليمنى لعلى عقلك يرجع لمكانه. اما انت سيدتي فإن أردت أن اسوي هذا المطعم بالتراب فواصلي العمل فيه و إن كنت تخافين على صديقك الجميل و لو قليلا فستمشين فورا امامي الي السيارة"

أراد سليم الرد لكن الرعب تملك سهر على صديقها و ما يستطيع هذا الشيطان فعله به و بمطعمه فقالت "خذني لمنزل ابي"

فرح يمان انها طاوعته و انبرى يفتح باب السيارة لها و اسرع لبيت العميد حتى يتكلما ثم لعل لديها بعض الأغراض تريد جلبها للقصر.

ببرود اخافه فتحت الباب و دخلت ثم تشجع حين قامت بتجهيز قهوة له و دعته لشربها في الصالون. اضطرب من هدوىها الغريب ثم قال "اعرف انني أخطأت و لكني كنت معذورا نوعا ما. الدلائل كانت قوية و صادمة" تنفس بصعوبة ثم أكمل و عيونه على الأرض خجلا  "لكنني حاولت، حاولت تقبل الأمر و البحث عن الحقيقة لأن شقا في يدينك و شقا اخر يبرؤك. انت... انت  لا تعرفين...."

جسر الي ضفة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن