أربعة و خمسون

272 21 0
                                    

جسر الي ضفة النور الجزء الرابع و الخمسين

كم كان النهار طويلا وكم تجرع طعم المرارة هو يرى الثعبان الرخوي يلتف حولها ببطىء و لا يستطيع هو اكمال رسم خريطة على وجهه حين تذكر كلام القاضية و أن التسرع و العنف الذي يميزانه هما سبب خسارته.

ثم فجأة رفض الفكرة، لا لن يخسرها و لو اجتمع رجال العالم عليه و ليس هذا الثعبان الرخوي.

كان ساعة الغذاء حين دخل قصر سركان فخرج له الحوت بذاته يرحب به و بدعوه للجلوس متسائلا "يمان كريملي العظيم، لا تقل انك جئت لزيارتي ههه؟"

جلس يمان فسمع صوت عثمان القادم من الداخل يمشي على مهل و الكمادات تغطي اغلب مناطق جسده "بل جاء لزيارتي أنا يا ابي. هل جئت لتعنفني في منزل ابي هذه المرة؟"

استغرب الحوت نقاشهما، فتكلم يمان "جئت لأعود ابنك. سمعت أنه مصاب وزيارة المرضى واجبة"

احس الحوت أن في الأمر سرا فقال "أرجو أن تتكلم بوضوح اكثر"

يمان مواجها عثمان بصرامة "سأكون جد واضح. لو خسرت زوجتي ستخسر روحك. إن كنت لا تعرفني، اسال اباك"

خرج بدون إضافة أي كلمة و هو مصر على ما في عقله. بينما انبرى الحوت يلوم ابنه و يحذره من الاقتراب من الشيطان كريملي.

ادعى عثمان أنها مجرد قضية لكن والده عرف أن في الأمر سرا فهو لا يترافع في قضايا الطلاق فما أخذه لطلاق الكريملي. نبهه و شدد اللهجة بأن يبتعد عن المرأة و أن لا يجلب له العار "فليس الحوت أو ابنه من يقرب امرأة متزوجة. واي امرأة ! زوجة يمان كريملي. لابد انك فقدت عقلك " حذر الحوت.

ذهب لبيتها كعادته كل ليلة لكن مبكرا هذه المرة ليتكلم معها. تازمت حين فتحت الباب و رأته فقال بدون مقدمات

"تعبت و انا استجدي عطفك. انت الم تتعبي من رفضي، الن تسامحي؟ من اين جئت بكل هذه القسوة؟ اني تائه كالمتشرد بين الدروب و لا ادري لمن ألجأ يا سكرة."

سهر وهي تتذكر حالها تجر حقيبتها كالمتشردة صباح زواجها و لا تدري لمن تلجأ هي الاخرى

"القسوة وليدة الأذى و الاهانة، وليدة الذل و المهانة التي اذقتهم لي. ربما لم يكن زواجنا شيء بالنسبة لك يمان كريملي لكنه كان كل شيء بالنسبة لي. انتهي لقد خسرنا بعضنا بسبب قلة ثقتك و تسرعك و شرفي الذي عبثت به يوما"

اجابها مؤكدا" لن اخسرك يا سكرة. ساقتله و ارمي جثته للكلاب إن نجح في تطليقك مني.  ساخطفك و ارحل الي حيث لا يجدنا مخلوق في هذا الكون. اما أن اتركك فهذا المستحيل بعينه"

أغلقت الباب في وجهه فبقي أمام بابها ساعات و ساعات لم يصدق أنه وقفها. بينما راقبته هي برهة تستعيد كلامه الذي ارضى غرورها بشكل ما. سيقتل كل من يقربها و يخطفها ان لزم الامر. تبا لاستسلامها لغزله في كل مرة!  تعبت فنامت كالعادة. نامت بعد أن حرقها شوقها إليه و وجعها على فرقته فبعد ساعات من الليلة ستحصل على الطلاق و ينتهي عذابها، أو يبدأ ليست تدري.

جسر الي ضفة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن