ثلاثة و اربعون

252 21 0
                                    

جسر الي ضفة النور الجزء الثالث و الاربعون

اتصل يمان على جنكار يعلمه أنه لن يعود الليلة للقصر. جلس على حافة شاطئ البحر يحاول تجميع الخيوط و سؤال واحد يتردد في رأسه "إن لم يكن بحثا أمنيا، فكيف عرفت سمر بحكاية أمه مع الا رها بي  و هي تعود لأكثر من خمس و عشرين سنة خلت؟. "

ثم يتذكر كلام يافوز و مهند و تصرفات سهر و يلوم نفسه "كيف تكون لها علاقة بجولاق و كيف تكون عاشقة لسليم و لم يلاحظ هذا وهو الذي يراقبها على مدار الساعة منذ وضعت ساقها في القصر؟ كيف و هو يعد عليها أنفاسها؟ كيف؟ هل هي بريئة ام مذنبة ؟ هل أخطأ في حقها أم أصاب. ؟"

تقطعه الشكوك و الضنون بلا رحمة و يستعيد كلام سمر و بحثه عن الحقيقة فيتلبسه الشيطان مجددا حين يتذكر أن المخابر التي ارسل لها الصور أكدت جميعها انها صور لا غبار عليها و لا فبركة فيها. ثم عدنان أغا الذي أكد له انه لا يدين بشيء لأبيها بل هي لعبة من طرفها. مرة يعزم على مواجهتها و شيء في داخله يحذره من مغبة ذلك. شيء يدفعه لاخبارها و آخر يقول له أنه إن فعل فسيخسرها الي الابد و نفسه تسأله "هل انت حقا مستعد لخسارتها". تعب و أرهقت روحه كما جسده فقرر العودة إلى القصر، إليها، بدل المبيت في شقته الفخمة بقلب المدينة.

زوهال في سريرها تحلم و تحلم. تستعيد ما حصل معها و يافوز هذا المساء. لقد صدم بمحتوى الفيديو الذي أرته له و لكنه استعاد رباطة جاشه ثم طلب منها بكل لطف اذاب قلبها أن يكون هذا سرهما. سرا يعرفانه هما فقط. هو و هي و لا احد اخر. لكم سعدت باقتراحه و وافقت بلا تردد. حتى أنه أخذ منها هاتفها و وعدها بواحد جديد هدية منه. لقد طارت من الفرحة فقبلت ذلك بكل لطف. اه كم تحبه ! لم تشعر بهذا الانجذاب يوما في حياتها تجاه شخص. ياله من رجل مميز مراع وحنون، بسيط و جسور، متفهم و حساس.

وضعت يدها تحت خدها و مالت على جانبها تتذكر اخر مكالمة له مع أحدهم و هو يقول له "سيدي اريد لقاءك بسرعة شديدة. و اطلب الاذن بالتحرك. أنه اقرب بكثير مما تصورنا"

ثم التفت يشكرها على مساعدتها في شيء لا تدرك حتى ما هو. أحست بأن لها قيمة كبيرة عنده و ودت لو تستطيع تقديم المزيد. اما ما زاد في غبطتها فهي دعوته لها لحضور زفاف علي و كيراز ليلة الغد. يريدها معه في تلك الليلة. شدت الغطاء عليها و اخذت تتخيل ما ستلبسه و كيف ستقابله و ماذا ستقول له حتى سحبها النوم الي حضنه.

اما اقبال فلم تستطع النوم لأن يمان لم يرجع. و اخذت تحوم كالمجنونة و هي تعتقد أن سهر معه حيث صعدت منذ قليل لجناح يمان و لم تجدها لا في الصالة و لا في السرير. فكرت بكره "الحقيرة هل استدرجته لمكان ما لتختلي به بعيدا عنا و تعيده لحضنها ام هل خرجت بعده و دون أذنه و ذهبت لأحدهم في هذا الليل الذي يكاد فجره ينبلج"

استبشرت اخيرا حين رأت يمان يدخل وحده و أدركت أن سهر هالكة مادامت خرجت بدون علمه الي مكان مجهول.  فأسرعت اليه متملقة "قلقت عليك يمان.لماذا قلت لجنكار انك ستبيت خارجا الليلة"

جسر الي ضفة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن