الرابع و الثلاثين

266 24 2
                                    

جسر الي ضفة النور الجزء الرابع و الثلاثون

اخرست الصدمة شفاهه  و هو يلتفت ليتلقى ملامح يمان القاسية الغاضبة كمارد اخرج من زجاجته. استغرب يافوز و سال "ماذا يفعل آل الكريملي هنا ؟ هل هذا الصبي ابن سيلا؟"

ابتلعت سهر ريقها حين فهمت أنه لا يعلم بخطوبتها ليمان فقاجابت محاولة تلطيف الأجواء "هو كذلك اليس جميلا؟"

"بلى بلى و جميل جدا أيضا. ثم انبرى يحمل الصغير و يرفعه عاليا يقبله بشغف بينما فهمت اقبال أن الأمور لا تسير على ما يرام فأرادت تأجيج الوضع و قالت بخبث "على الاغلب لا يعرف السيد أن الخطيب هو يمان و ليس سليم!"

دارت الأرض بيافوز و انزل الصبي ببطء يلعب بشعره و لكنه ابتسم محاولا استيعاب الوضع و هو يرى شقيقته و قد امتقع لونها و يمان  يكاد يدخن غضبا ثم قال "مزحة جميلة، لكن غير لطيفة مطلقا سيدتي." اجاب يافوز الذي سلب عقل زوهال و ضاعت في ملامحه.

"نحن لا نمزح هنا"تكلم يمان بصوت عال فقال ضياء "يمان ارجوك"

يافوز و هو يعض شفته بقوة و يحاول التمالك"هل شرب الضيوف القهوة سهر؟ لانه يجب أن ينصرفوا قبل مجيء جدي و عاىلة سليم و الا تطور الموضوع لما لا يحمد عقباه"

سهر "يافوز يبدو انك فهمت خطأ. أنا و يم...يم....يمان...."

يافوز "انت و من . .انت و الشيطان لا يمكن أن تجتمعا في جملة. اياك و ربط اسمك به و لو مزحا" صاح و قد بدأ يفقد أعصابه مما جعل سهر تتكمش و تخاف.

تقدم يمان يواجهه قاىلا "اياك ان تصرخ في وجهها"

يافوز بهدوء رهيب"اخرج من منزلي فورا"
اقبال فرحة و مدعية الحرج "هيا بنا لنرحل يا الاهي الوضع أصبح..."

"لن  اخرج قبل أن اخذها معي"  صاح يمان  و مد يده يخطف يد سهر الصغيرة فجن يافوز و سحبها هو الآخر و قال "تأخذ من يا هذا؟ لقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء. لعبت بعقل البنت و تريد أن ..."

قاطعه يمان "أنا من سيتزوجها و هي موافقة و لا دخل لأحد. و أخبر ابن خالتك الوسيم ذلك أنه إن جاء فساقطع رجله"

هم بالرد لكن ضياء قال "ارجوكم، ارجوكم يوسف بيننا"

شد يافوز على قبضته بقوة و قال بهدوء مصطنع "حبيبي رافق خالتك إلى الداخل "

لكن سهر تحدته كما لم تفعل من قبل و رفعت صوتها محتجة "لن ادخل. لقد قضيت حياتي ارسل الى غرفتي كطفلة صغيرة معاقبة على مخافة اوامركم مرة انت و مرة العميد و مرة جدي و مرة... لن ادخل و كفاكم تسطيرا لمصيري اريد يمان و ساتزوجه..."

لم تستوعب الا حين وجدت نفسها ملقاة على الكنبة تمسك خدها الأيسر بعد أن باغتها يافوز بصفعة لم تتلقاها من أحد طيلة حياتها"

صدم يافوز مما فعله و احست اقبال بالخطر لأول مرة و جزعت زوهال بينما خرس ضياء و خاف يوسف اما يمان فقد انسابت شياطينه و قرر إزهاق روحه كاىنا من كان متناسيا وجود الكل.

جسر الي ضفة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن