الثامن و التاسع و الثلاثين

250 19 0
                                    

جسر الي ضفة النور الجزء الثامن و الثلاثون

سحبت حقيبتها خارج الفندق الفاخر و تلفت يمينا و شمالا. لم تكن هناك أية سيارة في انتظارها لم يكن هناك أي شخص في توديعها. مشت بخطوات متثاقلة وبلا هدى تحت نظرات حراس الفندق المستغربة حتى تجاوزتهم.

لم تكن لديها القدرة لرفع يدها و ايقاف اي سيارة أجرة تمر. أحست بحاجة كبيرة للمشي.  لعل المشي يهديها الي اين تذهب. هذا السؤال الجاثم على قلبها الذي يكاد ينفجفر "الي اين تذهب ؟ هل لبيت العميد الذي داست كلمته و كرامته وتزوجت من عدوه! ام الي بيت يافوز الذي  تحدته  و أجبرته على وضع يده في يد  كارهه؟ ام الي بيت سليم الذي تعالت عليه و رفضت ربط اسمها به  و قبلت بمنافسه ؟ ام الي بيت علي الذي تجاوزته و كسرت انفته ليصاحب غريمه؟ الي اين المصير يا سهر.

تمشي و تمشي بلا حياة و الناس من حولها سراب. و قلبها يروضها و يقول عودي لحبيبك لا بد أن ما حصل مزحة سخيفة ليس أكثر.بينما عقلها يحرضها و يقول يستحيل أن يمزح بهكذا أمر (لقد تركها، صبيحة عرسها تركها، وحيدة تاىهة تركها. الم ياخذ ما أراده ...اخذ و تركها).

كادت تفقد الوعي لولا مقاومتها و تذكرها لابن اختها. امانتها.

الكل يتهامس من حوله و هو يجلس بلا حياة في جناحه منذ الصباح. لم يفهم أحد من العاىلة لماذا جاء و متى جاء و كيف جاء. اين زوجته. اليس المفروض أن يطيرا في رحلة شهر العسل لروما. اين تركها.

مىات الاسىلة تمر على ضياء و اقبال و زوهال و الخدم و الامن. و ليس لديهم إجابة واحدة.

يجلس بهدوء لوحده بعد أن طلب عدم ازعاجه مهما كان الموضوع مهما. يحتسي الشراب بجنون  كما لم يفعل من قبل  و يدخن سيجارة هي الأولى التي يشاهد بها. ينظر بوجع و الم للصور أمامه و يستحظر ما حدث في السويعات الماضية.

سمر التي تقدمت منه لتلقي على مسامعه كلمات سامة "و ماذا لو كان العميد مخطىا. انت ايضا مخطىء و اعماك الحب كما اعمى غيرك. و حين تستيقظ سيكون ذلك جد متأخر.

تقدم منها بغضب شديد و قال "لو لم تكوني إمرأة لحطمت وجهك"

"لقد حطمت الكثير من أجلها حتى الليلة. اهدا قليلا و لا تنسى اني زوجة ناىب عام. لقد وقعت في مصيدة كبيرة يا ابن جنان.   أليست امك اسمها جنان. التاريخ يعيد نفسه يا عزيزي. لطالما أحبت النساء كل سفاح"

اعمى الغضب يمان حين سمع ذكر و امه و هم بتلقينها درسا لكن نديم ناداه قاىلا "يمان، رىيس الحكومة وصل هو و حرمه للتهنىة".

تجرع رشفة أخرى من المشروب الذي أحرق حنجرته كما أحرقت روحه صباحا حين استيقظ باكرا غير مصدق أن سكرته في حضنه، حين تلاعب بشعرها الطويل المرمي على ضهرها بأناقة، و لامس ارنبة أنفها المرفوع بكبرياء، حين قبلها من كل جزء عار وقعت عليه عينه دون أن يوقظها.

جسر الي ضفة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن