جسر الي ضفة النور الجزء الثامن و العشرين
تأملت اقبال من أعلى الدرج المطل على أحد صالونات القصر الفسيح، الجلسة التي جمعت كل من تكره. تاملتهم و هي تفرك شعرها بحقد و كره. يتبادلون أطراف الحديث بهدوء بينما اختها الوحيدة في غرفتها تكاد تزهق روحها. "كيف انقلبت الآية كيف؟ لقد أحكمت التخطيط و التدبير. كيف عاد هذا اللقيط الصغير؟ كيف سامحها يمان بهذه البساطة على كل ما تفوهت به صباحا. كيف و الف كيف تدور في راسها الذي كاد يجن".
جلس ضياء الذي نزل حين افزعه صوت يمان المزلزل و هو يوبخ زوهال، بجانب علي يلاصقه و يمازحه قاىلا "صديقي اخيرا عدت لزيارتي لم تنسني...عدت ...عدت و عادت معك الطمأنينة الي القصر ...عدت و كنت أحسبك لا تعود... لكن الحمد لله عدت"
ابتسم له علي بحب و قال "انت روح بريىة تشرفني معرفتك و صداقتك. عمي شاهين احبك كثيرا و أجزل في وصف موهبتك"
وضعت ليلى فنجان القهوة و جلب انتباهها حركات و تصرفات ضياء الغير طبيعية و عرفت أنه يعاني من بعض المشاكل لكنها عادت لتكلم يمان الذي يجلس بوقار على يمينها و بجانبه سهر لا تكف عن تقبيل و شم راىحة يوسف المتعلق براقبتها.
ليلى "كان الأمر ليكون أكثر تعقيدا لولا زيارة المفوظ علي لمكتبي. لقد جاء و معه تقرير امني يفيد أن التهم الموجهة لك يمان بيه لم تثبت اطلاقا. وانها محض تأليف من أحد أفراد عناصر فريقه الأمني. "
يمان ينظر لعلي "لماذا فعل هذا؟"
علي "هو قيد التحقيق الان و على الاغلب أحدهم دفع له ما يكفي لبيع ذمته و تلفيق تهم لك. و الأخطر أنه قام بتزوير توقيعي و استعمل ختم داىرة الشرطة على تقرير لم اره لا أنا و لا رىيسي. أعداؤك كثر ايها الكريملي و لا افكر بأن اضيع موارد الدولة في البحث عنهم. أعرف أنك قادر على محاسبتهم"
يمان بتصميم "لا يكن لك شك في ذلك. ستعرف من الخاىن الذي يطعم الفئران على سفني و ساحاسبه بنفسي"
هنا هربت اقبال لغرفة زوهال و هي تزدرد ريقها. يجب أن تتواصل مع المدير العام و الموظف الذي رشته حتى يفعل هذا. يجب أن تقطع الحبل قبل أن يصل لها يمان و الا هلكت.
ليلى " استعملت نفوذي لإخراج يوسف هذه المرة و باعتبار أن لا خطر عليه في القصر فوافقت السيدة قاضية الأسرة مشكورة و لكنها اشترطت أن اشرف بنفسي على كتابة تقرير في هذا الغرض يدعم الأمر. و عليه سأقوم ببعض الزيارات الدورية للقصر لتقديم المساندة النفسية اللازمة ليوسف و الشهادة بأن القصر مكان آمن أعيشه."
صاحت سهر "هذا راىع. ستعرفين سيدة ليلى أنه على أحسن ما يرام و إن شاء الله يغلق هذا الموضوع"
رفعت ليلى حاجبها متاسفة "أخشى أنه ليس كذلك عزيزتي سهر"
يمان و سهر في آن واحد "ماذا؟!"