جسر الي ضفة النور الجزء الرابع عشر ،💃
غادرت سيارة يافوز كالبرق باتجاه نادي الضباط اين تقام حفلة خطوبة المفوظ علي علي حبيبته كيراز.
اما السيارة التي كانت تقل يمان و نديم و زوهال فقد شقت طريق المدينة في اتجاه المطار و الصمت يخيم على ارجاءها رغم محاولات زوهال سحب الكلام من يمان.
في النادي فرح الجميع بحضور يافوز أكثر من الخطبة في حد ذاتها. كان شابا بهية الطلعة محبوبا من الجميع خيفيف الروح يتسابق الكل ليسلم عليه و في البال تتراقص الاسىلة التي تغص بها الحناجر. "هل عاد نهاىيا ؟ اين كان؟ ماذا يفعل؟ هل نسي أم يتناسى؟
عزفت الموسيقى و تراقص الحضور من هنا و هناك. ثم تقدم علي ليسحب كيراز لحلبة الرقص تحت تصفيق المدعوين.
في الخارج كان الجو هادىا الا من بعض كبار الضباط أو رجال الدولة ذوي المناصب الرفيعة الذين يأتون من وقت لآخر لاحتساء شراب أو مقابلة صديق أو حضور الخطوبة فيستقبلهم حراس النادي و يوجهونهم للطابق العلوي ذو الواجهة البلورية الذي يطل على قاعة الحفل حتى لا يختلطوا بعموم الحاضرين.
وقفت سيارة سوداء فارهة تركت أفواه الحرس فاغرة و نزل منها رجل شديد الوسامة بالغ الأناقة موغل في الهيبة. قال أحد الحراس "يا الاهي أنه يمان كريملي. ماذا يفعل هنا؟"
تقدم منهم بثقة و هدوء فحيوه باحترام و قال أحدهم. سيدي أنه ناد للضباط مع فاىق الاحترام لشخصك.
اجاب "جىت من أجل الحفل"
نظر الحراس لبعضهم قبل أن يقول أحدهم بتملق "سيدي يمكنك الصعود للطابق العلوي. و سينادي زملاؤنا في الداخل اي شخص تريده. لا داعي للاحتكاك بالموجودين في حفل المفوض علي. لا نريد اي خطر على حياة سيادتك.
تقدم بثقة و قلبه يكاد ينفجر و هو يتذكر كيف ترك نديم و زوهال في المطار و استدار مستقلا سيارته قادما الي هنا دون أي تفسير لهما. إنه يمضي في درب بلا وعي لا يدري أين سياخذه.من المكان حيث جلس يحتسي شرابا لأول مرة منذ كان في الخامسة عشر من عمره يراقبها بعيون ثاقبة و قلب مجروح. كانت تجلس على طاولة مستديرة كبيرة و كان بجانبها يحضنها بتملك و هي تضع راسها على كتفه. "كم يغبطه و يتمنى أن يكون مكانه. لم يعرف لما جاء.هل ليشاهدها معه فينزف قلبه.؟ على يسارها يجلس عجوزان يتكلمان بحب و أمامها ثناىي اخر في الخمسينات من العمر يتحدثان بود أيضا. و بجانبها المفوض علي و خطيبته ثم ذلك الشوربجي التافه يجلس على يمين يافوز. بدى له كأنهم يعرفون بعضهم منذ وقت بعيد فقد كان الكل يتبادل الاحاديث و الضحكات بلا توقف. اما هي فرغم ابتسامتها الخجولة و مشاركتها في الحديث كان يرى مسحة حزن على ملامحها و كذلك على ملامح الضابط الاشقر.
تعجب حين رأى الناىب العام يمسك بيد احداهن و قد عرفها يمان. أنها سمر بطلة واحد من اهم المسلسلات في تركيا و منتجة لعدة برامج المواهب في الرقص و الغناء وغيره.تبادلا القبلات ثم اقتربت من الطاولة اين شاهد يافوز ينتصب و الناىب العام مهند كران يفتح ذراعيه ليتعانقا بقوة و يتبادلا أطراف الحديث هنيهة قبل أن يسلم يافوز على سمر و كذلك فعل مهند على جميع من في الطاولة. لاحظ أنه تقدم صوب سليم و لكن الأخير رفض عناقه و وجه له بعض كلمات تمنى يمان أن يسمعها. ثم اقترب من سهر هو و مرافقته و جليا كرسيان ليجلسا بجانب العجوزين و يقبلها يديهما و في الاخير مد الناىب يده يبعثر شعر سهر التي امتعضت كطفلة صغيرة و أعادت راسها على كتف يافوز بينما ضحك الحاضرون.
ود يمان لو يكسر يده و لكن كيف السبيل. واضح انهم جد مقربين من بعضهم البعض و أن شبكة عنكبوتية تحوم حول هاته التي سلبت عقله.
استنفر حين رآه يمد يده و يسحبها لقاعة الرقص تحت تصفيق محموم من الحاضرين. كانا يرقصان بتناغم واكتشف أنهما لم يكونا مجرد اثنين بل راقصين محترفين. تمازجا و تماهيا و كانت كالدرة بين يديه. خطوات مدروسة و اداء متقن فهم منه سبب إصرار الحاضرين على جعلهما يرقصان و التصفيق المحموم الذي حضيا به.
احس برغبة قاتلة في اقتحام المكان و افتكاكها من بين يديه لكن !!! انها ليست له بل لذالك اليافوز الذي يراقصها. ماذا لو اقتحم المكان و سرقها. لا تنقصه الجراة بل كانت داىما اهم ميزاته. كيف سيفسر فعله؟ كيف سيفهم الاخرون؟ماذا سيقول لها ...بل ماذا سيقول لنفسه. إنه عاجز حتى عن تفسير ما يختلج به صدره.