جسر الي ضفة النور الجزء الخامس و الخمسين
كان يجري مسابقا الربح للعودة بها للقصر وهو فرح فرحة من ضفر ببطاقة يناصيب رابحة.
يتذكر كيف عاد للقصر فجر اليوم منتهيا و قد أدرك أنه خسرها. ارتمى في المغسل الكبير يغطس تحت الماء فأحس الروح تفارق الجسد. و فجأة تذكر كلام سليم الذي ايقظ فيه الفطنة فحاول ربط كلام سليم بكلام علي حين قال أنها تأكل الفسدق بشراهة بينما لم يعهدها هو من هواته.
لمعت الفكرة في دماغه و تساءل كيف له أن يعرف إن كان ما يفكر فيه صحيحا ثم جاء على باله انهيارها أمام المشرحة و أنهم ارقدوها المستشفى و قاموا لها بتحاليل كثيرة خرجت دون أن تستلمها.
ترك المغسل و جرى يتنشف و يتصل على الكولونيل الطبيب المسؤول عن المستشفى العسكري الذي كان يغط في النوم الي جانب زوجته في ذلك الوقت.
يمان بلهفة "اريد مقابلتك بعد ربع ساعة في مكتبك سيادة الكولونيل"
الكولونيل متكاسلا "يمان بيه، هل تدرك كم الساعة....؟
اغلق يمان الخط دون أن يأبه لحديث الكولونيل الذي طلبت منه زوجته تجاهله و العودة للنوم فقال
"اتجاهل يمان كريملي! هل جننت؟ سيتصل على الوزير و على رئيس الحكومة إن لزم الأمر. دعيني اذهب لاقابله و اتقي شره"
في مكتب الكولونيل الطبيب طلب إحضار الملف الطبي الخاص بزوجته. فكان له ذلك. في ساعات الفجر الأولى، سمع الكولونيل الطبيب يزفه اجمل الاخبار
"تحاليل السيدة سهر كريملي تثبت أنها حامل في بداية الشهر الثاني و أنها بصحة جيدة باستثناء الحاجة لبعض الفيتامينات"
لم يصدق، لم تسع الدنيا فرحته، لا يذكر أنه فرح لخبر في حياته كفرحه بهذا الخبر. سيصبح ابا، ستصبح اما.سترجع السكرة له طوعا أو كرها ليس مهما. سيتذلل، سيتوسل، سيفعل المستحيل لاسترجاعها. لن يخسرها مهما حاولت خسرانه.
اما هي فجلست بجانبه تتذكر كلام القاضية "يمنع القانون طلاقك في هذه الحالة سيدتي. ستعودين لمنزل زوجك حتى يتحمل مسؤولية ابنه. لا عمل لك و لا معيل و الزوج مجبر على الوقوف على كل صغيرة و كبيرة حتى تتم الولادة. و بعد الولادة تستطيعين تحريك دعوى الطلاق مجددا.
كثير عليها ما عاشته في وقت قصير: زواج، خصام، طلاق، عودة، حمل، طفل... ستجن لا تعرف ما تفعل و لا كيف تتصرف. يافوز لا يستيقظ من الغيبوبة و هي لا تنجح في التخلص من هذا الوحش مهما فعلت.
استدارت تسترق النظر له و ترى سعادة مفضوحة على محياه. غريب خيانة شعورها لها فهي منزعجة ظاهريا و لكن داخلها فرح فرحا غريبا أنها لم تتطلق أنه يتمسك بها كما يتمسك بالحياة. ثم نظرت لبطنها المنعدمة البروز فاجتاحها شعور اغرب: