تسعة و اربعون

262 18 1
                                    

جسر الي ضفة النور الجزء التاسع و الاربعون

دخل القصر كثور هائج و صرخ باعلى صوته أمام الدرج  "اقباااااااال"

شق صوته سكون الليل و هدوء القصر و ارتعبت اقبال و هي تسمع اسمها فنزلت الدرج تجري متساىلة بينما تجمع الخدم يستجلون الأمر.

ما أن وضعت اقبال ساقها على اخر درجة حتى تلقفت يده الضخمة شعرها القصير و أسقطها بسهولة يجرها أرضا من شعرها يكاد يمزقه على طول الصالونات الكبيرة المؤدية إلى الباب الرئيسي.

كانت تصرخ كالمجنونة من شدة الالم و ثقل الإهانة بينما قامتها القصيرة تمسح بلاط القصر على مرأى ومسمع من الجميع: خدم و حراس و سواق ...

لم يستطع أحد التقدم لنجدتها رغم توسلاتها و لم يفلت يمان فروة راسها الا حين أصبح جسدها خارج المنزل. فألقى بها متقززا على الدرجات الثلاث للمدخل. سحب اخيرا سلاحه ليطلق النار عليها قبل أن يرتمي عليه علي يوقفه قاىلا"كفى هذا يكفي. دع البقية لنا"

كان علي قد تبعه حين غادر بيت القاضي رغبة في استجوابه و لو بشكل شخصي حول كيفية معرفته أن جولاق مات متأثرا بنزيف اثر بتر عضوه الذكوري.

سحب علي اقبال لسيارته مكبلة و قال محاولا تهدىة الوحش"الباقي عندنا".

دخل غاضبا يكسر كلما تراه عينه و اسرع لمكتبه الارضي الذي وجده نظيفا براقا فقد أخذت سهر كل ما وجدته على سطحه.

ثم  دخل جناحه ينفث بجنون زاد حدة حين رأى خاتمه, خاتمها ،خاتمهما الذي جمع قلبيهما موضوعا على منضدة الزينة. احس أنفاسه تنقطع و هو يمرر يديه على كل الملابس الغالية التي اشتراها لها بكل حب، ثم انبرى يرمي المجوهرات الثمينة التي أهداها لها بكل عشق.

لقد رحلت ببساطة مخلفة وراءها ثروة، ثروة دفعت غيرها للقتل و السرقة و الإجرام للحصول عليها.

كيف استطاع اتهامها في شرفها، كيف استطاع التفكير في أنها صاىدة ثروات. كيف استطاع التعامل معها على أنها باىعة هوى. كيف كيف كيف. كاد يجن و هو يحوم القصر الكبير الذي ضاق فجأة و اصبح شديد الظلام كقبر خال من الحياة بينما تفرق الخدم لغرفهم خائفين.

ضم أصابعه اخيرا ليده و بقبضة قوية هشم المرآة الكبيرة التي تزين مدخل القصر و قال "تريدين الطلاق سيدة كريملي.حالمة انت. نجوم السماء اقرب لك منه."

في منزل القاضي بذلت ليلى جهدا كبيرا لتهدىة ضياء الذي بقي مصرا أنها صورة أمه فيما اخيره البقية أنها تعود لوالدة علي و والده الذان رحلا عن الدنيا على إثر حادث سير مروع. و طلب منها القاضي أن تساعده ليكمل الليلة في منزله هو و يوسف و لا يرجعا للقصر نظرا للحالة التي هو عليها و لأن الصغير نام و لأن يمان في اسوء أحواله.

جسر الي ضفة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن