جسر الي ضفة النور الجزء الخامس و الستين
كان يمان قد أتم لتوه دشا خفيفا قام به لإزالة بعض الإرهاق الذي أصابه اثر العودة من المستشفى، حين اتصل حارس بوابة القصر الجديد يخبره أن سيارة السيدة سهر قد ولجت البوابة الرئيسية و ستصل قريبا باب القصر.
رمى المنشفة الصغيرة التي تحيط خصره و اسرع يرتدي سروالا منزليا بسيطا و تي شرتا خفيفا ونزل يفتح الباب كالبرق و نفسه تحدثه أن شيئا سيء حدث معها و الا لما تأتي في ساعات الصباح الأولى بعد أن رفضت حتى مجرد الاقتراب من القصر الجديد.
فتح الباب فتاملته بعيون زمردية واسعة غاضبة قليلا، اشتاق لها حد التوهان لكنه تمالك نفسه و سال"هل انت بخير؟ ماذا هناك؟ لماذا جئت في هذا الوقت الباكر ؟ هل عرفت أن يافوز استيقظ؟"
سهر مستهزءة "الوحدة جعلتك غبيا و ثرثارا على الاغلب. الا تسكت قليلا؟"
يمان غاضبا "انتبهي لمفرداتك و الا ..."
سهر و قد أبعدته عن طريقها بلمسة يد خفيفة و اخذت تتجول في الصالون باعجاب"و الا ماذا يمان بيه؟ "
تنفس يمان بعمق و اجاب "يا صبر ! يا صبر! نعم سيدة كريملي اسمعك؟"
سهر و قد اختارت أحد المقاعد الوثيرة و جلست واضعة ساقا على اخرى و قالت "الشكولاطة، لقد نسيت نوعا منها. و انا نبهتك أن لا تنسى اي نوع. لم تجلب الشكولاطة الساخنة و هذا تقصير لن امرره"
يمان وقد فغر فمه استغرابا ",قطعت كل تلك المسافة و جئت في الصباح الباكر لتاحدثيني عن الشكولاطة! أجزم انك فقدت شيئا من صوابك"
تجاهلته سهر و قامت تصعد الدرجات الواحدة تلوى الأخرى نحو الطابق العلوي و ترسل نظراتها لكل الزوايا في القصر الجديد تحت دهشته ثم قالت "تقصير اخر لاحظته منذ قليل. كيف تضع على بابي قصري حارسا واحدا و انت تعرف عدد اعداءك الكثر و تعرف رغبتهم في سرقتي منك بسبب جمالي و فتنتي"
نثرت شعرها بيدها بغرور اطربه فابتسم لا إراديا و فسر"لم أجلب بعد حراسة و لا عمالا و لا خدما. لماذا افعل و هو قصر مهجور؟" لاحظ بالم ثم عاد يسألها "هل قلتي قصري منذ قليل ؟"
سهر بتكبر "ام أنه ليس كذلك! أنه قصري طبعا. و باعتباره قصري فأنا أسألك من اختار فرشه و تجهيزه؟"
يمان و هو يمشي خلفها و هي تفتح الابواب و تغلقعا و تتأمل كل الأجنحة تارة بإعجاب و طورا باستياء "شركة ديكور و تأثيث أشرفت على ذلك"
وصلت الي حيث غرفة الطفل و قد جهزت و زينت بالوان بيضاء و بنفسجية لعدم معرفة جنس الجنين بعد. فاستدارت بعنجهية لطالما احبها فيها و قالت آمرة "اريد أن تزال كل هذه السخافات من قصري غدا. انا من ستشرف بنفسي على كل صغيرة و كبيرة فيه. لن يقرر أحد بدلا عني. " ثم اقتربت منه بمكر أفقده تركيزه و لامست لحيته العطرة بحنان و قالت "لطالما كان ذوقي الأرقى اطلاقا".