طيب قريش كذِّبت النبي عليه الصلاة والسلام والوضع بقى صعب فى مكة والنبي ﷺ حاول من تانى يدور على بلد تأويه هو وأصحابه علشان يقدر يبلغ الإسلام للدنيا كلها ، فراح سوق اسمه سوق ذى المجاز (ده سوق سنوى) وبقى يروح للناس ويقول : " من يؤويني ؟ " ، فماحدش يستجيب له ، فراح لسوق تانى اسمه سوق عكاظ ودخل السوق وفضل ينادي ويقول : " من يؤويني"، وده كان وقت الحج والسوق كان مليان ناس فقابل النبي ﷺ قبيلة أسمها " بني عامر " فطلب أنه يتكلم معاهم شويه فوافقوا ، فبدأ النبي ﷺ يقول لهم إنه رسول الله ويقرأ القرآن .. فعجبهم كلامه لكن قالوا : " يا مُحَمَّد أرأيت إن اتبعناك ثم نصرك الله ، أتجعل لنا الأمر من بعدك " (يعنى ترضى يا مُحَمَّد نكون خلفاء من بعدك) ، فالنبى ﷺ قال : " إن الأمر بيد الله يضعه حيث يشاء " ، فاعترضوا وقالوا : " نضحى من أجلك وتحاربنا العرب ثم يكون الأمر من بعدك لغيرنا ؟! اذهب يا مُحَمَّد فلا حاجة لنا في دينك ".
قام النبي ﷺ ومشى وهو مهموم ومعاه أبو بكر رضى الله عنه مش بيسيبه ، فاقترح أبو بكر عليه قبيلة اسمها بني شيبان .. القبيلة دى عريقة وليها كيانها فوافق النبي ﷺ على اقتراح أبو بكر وبقى كله أمل إن ينشرح صدرهم للإسلام .. فعرض النبي الإسلام عليهم وقال : " أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن تؤونى وتنصرونى حتى أُؤَدى عن الله الذى أمرني به ، قال تعالى :" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا " وكمل النبي ﷺ الآيات لغاية قَوله تعالى : { ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
[سورة الأنعام -آية ١٥١] ".
فقالوا : " والله ما هذا من كلام أهل الأرض " ، ولكننا لا نقطع أمراً حتى نعود إلى المُثَنَّى بن حارثة " (المُثَنَّى كان من أشراف وسادات قبيلة بنى شيبان) فبلَّغوا المُثَنَّى فقال : " يا مُحَمَّد هذا كلام طيِّب ، ولكن نحميك وندافع عنك ونحارب من يحاربك إلا الفرس " (هم شايفين أنهم مش هيقدروا يحاربوا مملكة الفرس لأن بينهم عهد فمش هيقدروا يتحملوا العواقب اللى هتحصل لو خالفوه) ، فقال النبي ﷺ : " إن هذا الدين لا ينصره إلا من حاطه بجميع جوانبه " وللأسف بنى شيبان خافوا ورفضوا.
فمشى النبي ﷺ وهو مهموم لكن سبحان الله هتلف الأيام وهنشوف بعد كده إن المُثَنَّى بن حارثة هيسلَم وهيبقى أحد أمراء جيش عُمر بن الخطاب ، وربنا عز وجل هيْقدَّر أن مملكة الفرس مش هتنتهى إلا بمشاركة المُثَنَّى فى الحرب ضدّها ، وهيكون للمُثَنَّى دور عظيم فى إنقاذ جيش المسلمين من خطر كبير فى معركة هيكون اسمها " الجسر ".
طيب دلوقتى المُثَنَّى رفض أنه يحمى النبي ﷺ وأصحابه ، فمشى النبي ﷺ فلاقى شاب صغير اسمه " سُوَيْد بْنُ الصَّامِت " وقبيلته واقفة على جنب مش مركزين معاه فقام النبي ﷺ راح له وقال له : " أتجلس أكلمك ؟ " قال : " أجل" ، فقال النبي ﷺ : " يا سُوَيْد إنى نبي الله ومعى كتاب من الله تبارك وتعالى " ، فقال سُوَيْد : "حقاً ! لعل الذى معك كالذى معى" ، قال النبى ﷺ : "ما الذى معك ؟ " ، قال : " معي مجلة لقْمَان " (ورق متجمع مع بعضه فيه حِكَم لقْمَان) ، فسمع النبي ﷺ منه الحِكَم وقال : " إن هذا لكلام حسن ، والذى معى أفضل منها " ، فقال سُوَيْد : " اقرأ علي " ،
فقرأ النبي ﷺ القرآن فسُوَيْد تأثر جداً وقال : " والله هذا لقَول حَسَن " ، فلما قبيلة سُوَيْد عرفت أنه هيسلم أخدوه وقتلوه ، وناس من قومه قالوا : " قُتل سُوَيْد وهو مسلم ".
ويعدى النبي ﷺ بعد كده على شاب تانى اسمه " إياس بن معاذ " فيقول له : " ما اسمك ياغلام " فيقول : " إِيَاس بن مُعَاذ " ، فيعرض النبي عليه الإسلام ، فعجب إِيَاس وقال : " يا قوم هذا والله خير لكم " ، فواحد من المشركين قام موطي وواخد حفنة تراب ورماها في وش إِيَاس وبدأت الناس تتخانق معاه.ويشاء ربنا أن معركة تقوم فى قبيلتهم ويموت إِيَاس بن مُعَاذ .. فواحد من الصحابة كان بيحكى وبيقول أن الناس قالت : "سمعنا إِيَاس يردد قبل أن يموت ويقول سبحان الله ، الحمدلله ، لا إله إلا الله ، وجعل يقولها حتى قُتل فوجدناه مات مسلماً".
أنت تقرأ
السيرة النبوية بالعامية المصرية
General Fictionكتاب السيرة النبوية بالعامية المصرية مأخوذ بتصرف من كتاب كن محمدياً لنورهان الشيخ جزاها اللّٰه عنا كل خير