رد فعل قريش من رحلة الإسراء والمعراج

83 8 0
                                    

دلوقتى هينزل النبيﷺ للأرض من تانى وقلبه شديد التَعلُّق بالله رب العالمين ، النبي عليه الصلاة والسلام فى السجود بيقول : " اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين " ، تعالوا نستشعر التسبيح ده "سبحان ربي الأعلى "،النبي ﷺ طلع السماوات مع جبريل عليه السلام وعدى كواكب ومجرات ، فعلاً ربنا عز وجل أعلى من كل شيء ، سبحان الله.
خلصت الرحلة ونزل النبي ﷺ من الإسراء والمعراج وهو مرتاح جداً ، طبعاً لو اى حد مكانه بعد ما وصل للمنزلة دى ممكن ينزل متكبر لأنه الإنسان الوحيد اللى وصل لأقرب ما يكون من رب العالمين لكن النبي ﷺ لم يتكبر أبداً بالعكس ده ازداد تواضعاً على تواضعه ، صلى الله عليه وسلم.
تعرفوا أن سيدنا أَنَس خادم النبي ﷺ كان بيحكي ويقول : "  خدمت النبي ﷺ عشر سنين ، والله ما قال لي أفاً قط ولا قال لي لشيء فعلته .. لِمَ فعلته ؟ ولا لشيء تركته .. لِمَ تركته ؟ ".
طيب نزل النبي ﷺ من السماء لبيت المقدس ، ومنه رجع للبيت الحرام .. سبحان الله كأن كل ده حصل فى اللا زمن ، ارتاح النبي ﷺ وتانى يوم قام مهموم جداً لأنه كان بيفكر ازاى يحكى اللى حصل للناس وأن أكيد هيكذّبوه ، ولو قرر ما يتكلمش هيبقى كده بيكتم وحي من الله.
فتخيلوا بعد كل الصفاء ده نزل النبي ﷺ للهموم والقلق ولعذاب قريش من تانى ،فأبو جهل شاف النبي ﷺ قاعد مهموم فقال له : " ما بك يا مُحَمَّد ؟ " ، فالنبي ﷺ قال : "أُسْرِيَ بي الليلة إلى بيت المقدس" ، فأبو جهل اتفاجئ وقال : " إلى بيت المقدس ! ما رأيك في أن أجمع لك قريش فتخبرهم بما قلت لي ؟ " ، فالنبي ﷺ وافق (وكأن أبو جهل يقصد يقول له أنى هجمع لك الناس علشان نضحك على اللى أنت بتقوله شويه) ، فراح أبو جهل وجمع رجال قريش وقال : " أَخْبِر يا مُحَمَّد قومك بما قلته لى " ، فقال النبي ﷺ : " دخلت المسجد الأقصى فصَلَّيت ". وفضل يحكى كل اللى حصل .. فكان رد فعل قريش سيء جداً ، منهم اللى ضحك ومنهم اللي صقّف واستهزأ بكلام النبي ﷺ ، ماحدش قادر يستوعب إن النبي ﷺ قدر فى ليلة واحدة يروح المسجد الأقصى ويرجع وطبعاً دى معجزة تمت بقدرة الله تعالى.
بعد شوية قام واحد من كفار قريش وقال : " يا مُحَمَّد صف لنا المسجد الأقصى " ( اوصفه باب باب ومدخل مدخل ، مش أنت بتقول إنك رُحت .. طيب أوصف بقى).
النبي عليه الصلاة والسلام رد عليه وقال : " دخلت المسجد ليلاً وخرجت ليلاً " ، فعلاً النبي ﷺ دخل بالليل فكان مش قادر يشوف المسجد كويس ، فبالتالى صعب جداً يوصفه.

طبعاً دلوقتى الموقف بقى صعب قدام قريش لكن ربنا عز وجل مش هيسيب النبي ﷺ فى الموقف ده ، ربنا أَنْزَل سيدنا جبريل من فوق سبع سموات وصورة المسجد الأقصى على جناحه علشان يبقى قدام عيون النبي ﷺ فيقدر يشوفه ويوصفه ، وفعلاً بدأ النبي ﷺ يوصف المسجد الأقصى ، باب كذا ومدخل كذا ، وقريش واقفه تسمع وهى مخضوضة لأنه بيوصف وصف دقيق جداً ، وبعد ما النبي ﷺ وصف المسجد قال : " يا معشر قريش لقد مررتُ على قافلة بالروحاء وقد تاهت منهم إبل ووجدت عندهم قدح ماء فشربت منه ، ولقد رأيت قبيلة قد خرجت من التنعيم وهى في الطريق إليكم ، وستدخل عليكم الآن من ناحية التنعيم فاسألوهم عن ذلك " ، فرجال قريش شافوا القبيلة داخله عليهم فعلاً وسألوا القبيلة التانية عن النبي ﷺ فقالوا اه مر علينا وشرب الماء ، فكمل النبي ﷺ كلامه مع قريش وقال : " ومررت بقبيلة أخرى لها ناقة عليها جَوَالِق بها خطوط بيضاء فاسألوهم عن ذلك "، (الجَوالِق هى كسْوَة الجمل) ، فراحوا فعلاً وشافوا القبيلة ولاقوا أن النبيﷺ صادق ، وأخيراً كانوا هيصدقوا خلاص لكن وقف الوَليد بن المُغيرَة وقال :" إنه ساحر ، لا تصدقوه " ، فقالت قريش : " نعم هو ساحرٌ ، صدق الوَليد فيما قال " ، وبقى الكل يكذِّب النبي ﷺ ، وقالوا لسيدنا أبو بكر رضيَ الله عنه : " يزعم صاحبك أنه صلى في المسجد الأقصى ليلاً وعاد إلى مكة ليلاً " ، فقال أبو بكر : " والله لئن كان قالها فقد صَدَق ، إني لأصدقه فيما أبعد من ذلك .. إني أُصدقه في خبر السماء - الوحي - " ، وكان كل ما النبي ﷺ يحكي عن وصفه للمسجد الاقصى كان أبو بكر يرد ويقول : " صَدَقت ، أشهد أنك رسول الله "، ومن هنا سماه النبي ﷺ " بالصِّدِّيق " ، وكان دايماً النبي ﷺ يقول : " إنَّ الله بعثني إليكم فقلتم كَذَبْتَ وقال أبو بكر صَدَقْت ".
طيب عايزة أقول لكم كمان على حاجة جميلة قالها الشيخ الشعراوي رحمه الله عن معجزة رحلة الإسراء والمعراج .. ربنا عز وجل قال : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [ سورة الأسراء - آية ١ ]  ، ربنا ما قالش سَرَى عَبْدِهِ ولكن قال أَسْرَىٰ بِعَبْدِه يعني الآية بتوضح أن الرحلة تمت بقدرة ربنا عز وجل مش بقدرة بَشَر ، فقدرة الله هى اللي وصَّلت النبي ﷺ هناك وبالتالى مش عجيب أبداً أن النبي ﷺ يقول أنه راح المسجد الأقصى فى ليلة ورجع ، ربنا على كل شيء قدير.
طيب قريش كذِّبت النبي ﷺ ، لكن الصحابة صَدَقوه وقعد النبي ﷺ معاهم وبدأ يحكى لهم عن شكل الأنبياء وبدأ يوصف لهم سيدنا عيسى روح الله ويقول : " لَقِيتُ عيسى كأنما خرج من ديماس" (يعنى شعره مبلول ومفرود كأنه خارج من حمّام) ، وراح النبي ﷺ قايل : " كأن عيسى يشبه عُروَة بن مَسْعُود الثَّقَفِي "، ويكمل النبي ﷺ كلامه ويقول : " لَقِيتُ موسى فرأيته رجلاً ضخماً أسمر اللون أجعد الشعر كأنه من رجال شَنُوءَة " ..  دى قبيلة ناس كلهم سُمر وأجسامهم قوية البِنْيَة ، تعرفوا أن كان كل اللى يشوف سيدنا موسى يحبه جداً ، قال تعالى : ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي﴾
ويكمل النبيﷺ كلامه ويقول : " أما إبراهيم خليل الله فكان أشْبَه الناس بى "، (يعنى شَبه النبي ﷺ).
تعرفوا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان بيحب يحكى عن الجنة علشان يثَبِّت الصحابة ويُربط قلوبهم بيها ؟ فى مرة قال ﷺ : " الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْك وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ "، ويقول النبي ﷺ : " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً (يعنى علشان يشوف ملكه وقصوره ياخد وقت طويل ، ياخد نفس مدة مسيرة ألف سنة ، فتخيلوا نعيمُه وملكُه أد ايه ؟! أما أعلى أهل الجنة منزلة هو اللى يشوف وجه ربنا صبح وليل).
ومرة تانية قال ﷺ : " رأيتني - فى المنام - فى الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لِمَن هذا القصر " ، فقالوا : " لعُمر بن الخطاب " ثم تذكرت غيرتك يا عُمر فوَلَيت مُدبراً - مشيت - "، فبكى سيدنا عُمر وقال : " أعليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار "، (بقى أنا أتضايق وأغير على حاجة منك يا رسول الله).
تخيلوا أن سيدنا عُمر كان عارف أن له قصر فى الجنة ورغم كده عاش كل عمره متواضع وعنده تقوى وخوف كبير من ربنا لدرجة أنه كان بيقول : " أخشى أن يسألنى الله إذا عُثرت دابة في العراق ، ويقول لي لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عُمر ؟".

صلوا على الحبيب ﷺ 🤍🤍

السيرة النبوية بالعامية المصرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن