شوفنا امبارح عُثْمَانَ بن طلحة قبل إسلامه وهو بيساعد السيدة أم سلمة فى الهجرة من مكة للمدينة .. تعرفوا أن ربنا كافئ سيدنا عُثْمَانَ ؟ عُثْمَانَ بن طَلْحَة هيسلم بعد كده وكانت قبيلته اسمها بني شَيْبَة ، عارفين مين دول ؟ دول اللى معاهم مفتاح الكعبة لحد النهاردة ويوم فتح مكة رغم انتصار المسلمين إلا ان النبيﷺ هيقرر يسيب معاهم مفتاح الكعبة ويقول النبي ﷺ : " يا بني شَيْبَة هذا مفتاح الكعبة فهو لكم ، لا يأخذه منكم إلا ظالم "، ولحد النهاردة المفتاح معاهم.
طيب هاجرت أم سلَمَة من مكة ووصلت بالسلامة ، مين كمان هيهاجر ؟ صحابي اسمه صُهَيْبُ الرومي كان شاب مُرَفَّه فى مكة وغنى جداً (كان مش من أهل الروم لكن الرومان زمان أخدوه أسير فاتربى وهو صغير وسطهم).
أسلم صُهَيْب ووقت الهجرة قرر أنهُ يهاجر إتباعاً لأمر النبي ﷺ ، وفى وقت خروج صُهَيْبُ من مكة طلع عليه فجأة كفار قريش ومسكوه وقالوا : "لقد دخلت مكة صعلوكاً ، أتريد أن تخرج منها بمالِك ونفسك؟" ، وبدأوا يمنعوه من الهجرة ،هو فعلاً لما دخل مكة كان فقير بس ده ما يعيبوش لأنه اشتغل وكسب وقدر يعمل ثروة بمجهوده ، بس كفار قريش كان كل هدفهم أنهم يضغطوا عليه مادياً عشان يرجع عن قرار الهجرة ، فرد صُهَيْبُ عليهم وقال :"يا معشر قريش أرأيتم إن عرفتم المكان الذي دفنت فيه أموالى أتتركونني؟ " فقالوا : " أجل " ، فقال : " إذَن خذوا المال واتركونى ، فإن أبيتم وقاتلتمونى فوالله لأُخرج ما معى من سهام وأُفرغها عليكم " ، فراحوا على الوصف اللى وصفه وأخدوا الفلوس وبكل إستهزاء سابوه يهاجر ، ونزلت فى سيدنا صُهَيْبُ الرومى الآية دى قال تعالى : "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَاد"
سيدنا صُهَيْبُ ضحى بكل ما يملك لكن تضحية سيدنا صُهَيْبُ مش ببلاش أبداً ، النبى ﷺ لما عرف اللى عملته قريش مع صُهَيْبُ قال : " ربح البيع أبا يحيى ، ربح البيع أبا يحيى "، صُهَيْبُ باع الفلوس وباع الدنيا فى سبيل طاعة الله عز وجل ، فكلمات رسول الله دى كانت بُشرى بأن ربنا هيعوض صُهَيْبُ بأضعاف مُضاعفه فى الدنيا والآخرة كمان.طيب استمرت هجرة الصحابة من مكة للمدينة وكمان هاجر سيدنا عُمر بن الخطاب الفجر ومعاه عشرين واحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
من ضمن الصحابة اللى هاجرت مع سيدما عمر .. سيدنا عَيَّاش بن أَبِي رَبِيعَة ، فأبو جهل راح وراه وعمل حركة خبيثة جداً ، نادى بصوت عالى وقال : " أَدرك أمك يا عَيَّاش ، إن أمك نذرت أن لا يمسّ رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من الشمس حتى تراك فارفِق بها ".
طبعاً عَيَّاش أتخض فراح لعُمر بن الخطاب وقال : " يجب أن أرجع " فعُمر قال : " يا عَيَّاش، يريد القوم أن يفتنوك عن دينك، فاحذرهم، فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت "، فعَيَّاش قال :" سأرجع وأبر قسم أمى ، ولي فى مكة مال سأذهب لآخذه، فسيدنا عُمر قال له : " سأُعطيك نصف مالي ولكن لا تعود إلى مكة ، سَتُفتَن فى دينك ".. بس بردو عَيَّاش صمم يرجع لمكة تانى ، فعُمر بن الخطاب قال : " يا عَيَّاش خُذ هذه الناقة فهى مُطيعة وسريعة فإذا رأيت غدراً من القوم فاركب عليها والحق بنا ، وتلحقنا إن شاء الله ".. (شفتوا أد ايه عُمر بيخاف على صاحبه ، شوفتوا الصحبة الصالحة).
ركب عَيَّاش ناقة عُمر ، وفى نص الطريق قال أبو جهل لعَيَّاش أنا ناقتى ضعيفة جداً ممكن تبدل معايا وآخد ناقتك، فيدوب عَيَّاش نزل فقام أبو جهل مكتفه ، وفعلاً طلعت خدعة ومكيدة زي ما عُمر بن الخطاب قال ، وصل عَيَّاش لمكة متكتف وللأسف قدروا أنهم يفتنوه فى دينه وأستسلم عَيَّاش وللأسف ما هاجرش ..أه عَيَّاش لسه مسلم لكن تَخَلّف عن الهجرة مع النبى صلى الله عليه وسلم ، والهجرة كانت فرض زي ما حكينا ، ونزلت فيه الآية الكريمة قال تعالى : "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "
فى كمان صحابى تانى اسمه هِشام بن العَاص ، هِشام كان من المسلمين اللى رجعوا من الحبشة لمكة ولما عرف بأمر الهجرة من مكة للمدينة حاول يهاجر للمدينة لكن منعوه وللأسف استسلم لهم واتفتن وعصى أمر الهجرة ، طبعاً ده بلاء عظيم ، فنزل قول الله تبارك وتعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم"
أنزل الله عز وجل الآية الكريمة دي عشان يفتح باب التوبة لكل اللي تخلّفوا عن الهجرة وأكيد لكل حد فينا عمل أي معصية.
فعُمر بن الخطاب أول ما نزلت الآية دى فرح جداً وبسرعة جاب ورقة وكتب عليها الآية وطبقها وبعتها لهِشام بن العاص ، فبيحكى هِشام ويقول : " وصلني الكتاب (الجواب) من عُمر بن الخطاب فجَعلْت أقرأ الورقة وأديرها كي أفهمها ،فلم أستطع فقلت اللهم أفْهمْنيها ففتح الله عليَّ بفهمها ، فقرأتها وألقى الله فى صدري أن هذه الآية نزلت فينا "، فركب هِشام الناقة وهاجر للمدينة وتاب الله عليه.
طيب دلوقتى فى واحد كان يقدر يهاجر للمدينة للراحة والأمان لكن هو كان طمعان فى الصحبة ونفسه يهاجر مع النبى صلى الله عليه وسلم .. مين هو ؟ أبو بكر الصديق رضي الله عنه ،سيدنا أبو بكر كان نفسه يهاجر مع النبي ﷺ فكان بيحاول يفتح كلام مع النبي ﷺ عن الهجرة بأن يا ترى يقعد يستنى وللا يهاجر ، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول له: " لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحباً " ، فكان سيدنا أبو بكر يفرح ويصبر ويستنى فى مكة.
طيب دلوقتى قريش شايفة المسلمين بيهاجروا واحد ورا التانى وتوقعت إن أكيد النبي ﷺ هيهاجر ، فقريش عملت اجتماع في دار الندوة علشان يمنعوا سيدنا مُحَمَّد من الهجرة بأي طريقة فواحد منهم قال نكتف مُحَمَّد ونربطه لغاية ما يموت ، فرفضوا وقالوا هييجى قرايبه يفكوه وياخدوه وينتقموا مننا ، فقام واحد غيره اقترح حل تاني وقال نطرد مُحَمَّد ، فرفضوا وقالوا ده اللى مُحَمَّد عاوزه عشان ياخد حريته ويأثر بكلامه على باقى العرب ، ونزلت الآية الآية الكريمة تعبر عن الأحداث دى قال تعالى : "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين "
وفي وسط كل الاقتراحات اللى ماحدش اقتنع بيها طلع أبو جهل بفكرة مجرمة جداً وقال : " نأتى برجل من كل قبيلة ونقتل مُحَمَّد "
أصل لما أكتر من رجل يشترك فى قتل النبي عليه الصلاة والسلام ويكونوا من قبائل مختلفة فالطريقة دى هتخلي دم النبي عليه الصلاة والسلام يتفرّق بين القبائل فلما تروح قبيلة بني هاشم " قبيلة رسول الله " تقتص فساعتها هتنتقم من مين وللا مين !! فكده هتضطر تحارب قبائل العرب كلها وده طبعاً مستحيل فساعتها بني هاشم هتضطر تقبل الديَّة فى مقتل النبي عليه الصلاة والسلام ، طبعاً الفكرة خبيثة جداً وللأسف حصل موافقة عليها بالإجماع.
طيب امتى قريش هتنفذ الخطة ؟ النهاردة بالليل ، فينزل سيدنا جبريل علشان يحذر النبي عليه الصلاة والسلام بأن الكفار بيخططوا لقتله وأمره ما ينامش الليلة دى على فراشه وأن الله عز وجل أَذِن له بالهجرة.
فبسرعة خرج النبي عليه الصلاة والسلام وراح على بيت أبو بكر الصديق فى وقت الضهر وهو مُلثَّم ، فسيدنا أبو بكر يشوف إن النبى عليه الصلاة والسلام جاى له من بعيد فيقول لبنته السيدة عائشة : " ما جاء رسول الله إلا بأمر عظيم " (ما دام جاى فى الوقت الصعب ده يبقى فى حاجة مهمة جداً ، عائشة وقتها كانت لسه مش زوجة النبي عليه الصلاة والسلام).
وصل النبي ﷺ لبيت أبو بكر وقال : " أذِن الله لي بالهجرة يا أبا بكر " فبكي أبو بكر وسأله وقال : " الصُّحبة يا رسول الله ؟! " ، فيرد النبي ﷺ : " الصُّحبة يا أبا بكر " ، بتحكي السيدة عائشة عن الموقف ده وتقول : " لم أكن أعلم أن البكاء قد يكون بسبب الفرح إلا بعد أن رأيت أبى يبكى فرحاً بالصُّحبة فى ذلك اليوم ".
بعد كده أبو بكر قال للنبي ﷺ : " يا رسول الله عندى ناقتين أعددتهما للخروج ، فخذ إحداهما " ، فقال النبي ﷺ : " أخذتها بالثمن " (النبي ﷺ عايز ثواب الهجرة كله فعايز يدفع من ماله الخاص كل التكاليف من أول طريق الهجرة لأخره ، شايفين حال النبي ﷺ فى اغتنامه للطاعات ؟! ).
ويخرج النبي ﷺ ويروح لعَلِيّ بن أبي طالب ويخليه ينام مكانه فى الفراش ، ودى هتبقى عملية تمويهيه لكفار قريش ، وكمان النبى عليه الصلاة والسلام كلّف عَلِي بن أبي طالب بمهمة تانية وهى رد الأمانات لكفار قريش اللي كانوا سايبين فلوسهم مع النبي ﷺ ،أصل كفار قريش مش بيلاقوا حد أمين يسيبوا فلوسهم معاه زي سيدنا مُحَمَّد ﷺ وبرغم شدة عدائهم للنبي ﷺ إلا أنه كان حريص قبل الهجرة على رد الأمانات (شايفين؟! رغم إن الموقف خطير وكل دقيقة بتعدى ممكن يبقى تمنها حياة النبي ﷺ إلا أن الأمانة هى أهم شئ بالنسبة للنبي ﷺ ، قال الله تعالى : " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ "
بدأ النبي ﷺ يستعد للهجرة ونام عَلِيّ بن أبي طالب مكانه ، النبي ﷺ أعطاه البُردَة الخضراء بتاعته علشان يتغطى بيها رضى الله عنه.
أنت تقرأ
السيرة النبوية بالعامية المصرية
General Fictionكتاب السيرة النبوية بالعامية المصرية مأخوذ بتصرف من كتاب كن محمدياً لنورهان الشيخ جزاها اللّٰه عنا كل خير