chapter 8

2.1K 117 24
                                    

enjoy 💓
.
.
.
.
.
السّاعة السّابعة والنّصف'ص

أفرج ذلك الغافي عن مقلتيه بإنزعاج نشب عن تسلّل أشعّة الشّمس إلى وجهه ، أبعد الغطاء عن جسده ثمّ استقام بخمول نحو دورة المياه حتّى يقضي حاجته ويستحم .

دقائق وخرجَ يجفّف خصلاته الكحليّة بمنشفة صغيرة استوطنت كفّيه قبلَ أن يتّجه حيث حزانته ويفرج عن أبوابها لينتقي هودي سوداء وبنطال أسود بجوار قبّعة مماثلة بالّلون ثمّ يرتديهم على عَجَل ملتقطاً هاتفه ومحفظته مغادراً غرفته .

المنزل هادئ دلالة على نوم الأكبر لينتهز الفرصة و يغادر المنزل بأكمله آخذاً بخطاه حيثُ أقرب متجر زهور .

ولجَ إلى أحدهم ثمّ طلبَ منه إعطاءه زهور القزحيّة أو كما يُطلَق عليها " الحوت القاتل " ذي الّلون الأزرق .

أومأ البائع وباشر بجمع ماتلاه عليه الأصغر سنّاً .

جال المعني بنظراته حول المكان بتفكير ، والدته كانت تحبّ زهرة الكاردينال الأحمر لذا هو يفكّر بأن يبتاعها أيضاً .

" ضع لي من زهرة الكاردينال الأحمر من فضلك "

أومأ الرّجل المسنّ ثمّ باشر بلفّ الباقة بغلاف أسود فهذا النّوع من الزّهور يشتهر بأنّه مخصّص للموتى فقط .

دقائق قبلَ أن يضع جيمين له النّقود و يغادر المتجر برفقة باقة الزٔهور بين كفّيه نحو قبر والدته .

صعد السّلالم ثمّ اتّجه نحو صورتها المتموضعة فوق القبر والّتي تتبسّم فيها بإتّساع ومرح ، تبسّم بهدوء ثمّ دنى من القبر ليضع الباقة فوقه ويجثو بجواره يتلّمس التّراب بأطراف أنامله ، هذا التُّراب الّذي يوماً من الأيّام كان روحاً مَرحة تتجوّل بينهم .

" اشتقتُ لكِ ، أومّا "

سحب ماء أنفه ثمّ تحدّث بمشاعر تملأها الحزن بينما يتلمّس بتلات الزّهور الكستنائيّة .
" لقد ابتعت لكِ زهرة الكاردينال ، أعلم بأنّكِ تحبّينها "

تبسّم بإنكسار بعدها .

" لا أسمح لكِ بعد الآن بمنادتي بالطّفل حسناً ؟! ، فأنا أصبحت رَجُلاً متزوّجاً بالفعل "

هَطَلَت دموعه فوق وجنتيه وانزلقت نحو عنقه .

" تعلمي ماذا ؟! أنا أشعر بروحي تتلاشى وقلبي يَنفَطر يوماً عن آخر أقضيه دونكِ ، لم يستطيع أيّ شخصٍ كان تعبئة الفراغ الّذي خلّفه ذهابك أمّي ، أشتاق لكِ وللمساتك فوق رأسي ، أشتاقُ لهمساتك المُطَمئِنة حينما ينتابني شعور القلق أو التّوتّر ، أشتاقُ لقُبلاتَكِ الدّافئة فوق جبيني قبلَ أن أغفى ، فلو أستطيع لطِرتُ إليكِ شوقاً ، ولكن كيفَ أفعَل وأنا مقصوص الجِناح ؟! ، أمّي أشعر بأنّ كلّما فاضَ دمعي غاضَ مُصطبري ، كأنّما ما سالَ من جفني سالَ من جلدي "

طائِش | YM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن