١٤-زوجة ثانيَّة

1.1K 95 231
                                    


الفصل الرابع عشر | الغير المُتوقع.

__________

كان ذلكَ المنزل مليءٌ بالدفىءٌ و الهدُوء، ما عاد المطبخ الذّي كانت فيه الأجواء ناشطةٌ غير العادةٌ بسببها.

-لقد أضفت كلما أخبرتكِ به و قللتِ من النار.

تسلل صوتُ والدتهَا من سماعةٌ الهاتف بينما هي جالسةٌ حول طاولةٌ ترتدي بيجامةٌ صيفيةٌ يغطيها مئزرٌ الخاص بالطبخ، و قد جمعت شعرها بشكل مبعثرٌ بعض من خُصلاتها قد تمردت.

-بالطبع أمي، قمتُ بتطبيق ما قلتهِ بالحرف الواحدٌ، إنَّه ينطبخ على مهلٌ الآن.

ردت عليهَا تسند ظهرهَا على الكرسي مُرخيةٌ كل جسدها عليهِ لشعورها بالتَّعب، بالكاد نامت ليلةٌ البارحةٌ بسبب سُومين.

-هل أكل البارحةٌ الجزر المهروسةٌ؟ كيف كانت ردةٌ فعلهُ؟

منذ أنَّ عمرهُ أربعةٌ أشهر بدأ بتناول الأطعمةٌ الصلبة لتكون مكملا للرضاعة الطبيعيةٌ و الصناعيةٌ، مع انتظار مدة زمنية قصيرةٌ من ثلاثةٌ إلى خمسةٌ أيام بين كل نوع جديدٌ من الطعام.

-استقبل أول ملعقةٌ بلهفةٌ، كونهُ شيءٌ جديد عليهِ سرعان ما تذوقهُ قطب حاجبيهِ و تكشرت معالمهُ الذوق لم يروقهُ، لقد صور بيكهيون فيديو لهُ، أول أكلةٌ يتناولها منذ ولادتهُ، سأرسلهُ لكِ لاحقًّا.

ابتسمت بسعادةٌ عندما تتذكر تلك الذكرى من البارحةٌ، لقد ضحكت كثيرًا على ردة فعلهِ.

-لقد ولدتي بي حماسٌ لا يقاس لرؤيتهِ، يا إلهي اشتقت لحفيدي الجميلٌ.

أسندت كوعي ذراعيهَا على فوق الطاولةٌ و قدمت جزئها العلوي للأمام قليلاً.

-كفاكِ دراما يا أمي، لقد رأيتهِ البارحة كنت معهُ طول اليوم و أيضًا هذه الليلة سأتركهُ عندكِ، فكما تعلمين لديَّ سهرةٌ مع الرفقاء، مضت مدةٌ لم نجتمع بها جراء انشغالاتنا مع الحياةٌ، لا أصدق أنَّ سيهيون حصل على حبيبةٌ و سيتزوج قريبًا.

لم يهتم سيهيون سابقًا بالفتيات قط لأنَّه كان مُتزوج من عملهِ و إن دخل في علاقةٌ لن يستمر بها لمدةٌ طويلةٌ، لم يفكر بالزواج مُطلقا لطالمَا كره أن يشاركهُ أحدٌ جزء من أشيائهِ البسيطةٌ ناهيك عن حياتهِ، لكن صدق من قال أنَّ الناس تتغير مع الوقت.

-أنا سعيدةٌ من أجلهُ، أكيد الفتاةُ مميزةٌ لتجعله يغير تفكيره بالكاملٌ الذِّي كان متمسك بهِ، فيما مضى بشِّدةٌ.

 زوجة ثانيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن