١٩-زوجة ثانيَّة

1K 93 234
                                    


الفصل التاسع عشر | الامتناع عن كوننا غرباء؟

__________

تنتفس بسرعة صدرها يعلو و يهبط بصورةٌ متباينةٌ دليل على جهدٌ بذلتهُ للوصُول لهنا، ألقت الهاتف بقوة على الأرضية ليتحطم إلى الأشلاء مسحوب بصوت شديد، اهتز جسد جيني بفزع و تقهقرت مبتعدةٌ عن الشظايا المتوزعة.

-لما أجبت على المكالمةٌ؟

بصوت جهورٌ غاضب حررت كلماتها.

أغمضت عينيها لإستقرار أعصابها زافرةٌ الهواء بهدوء.

-و ما يمنعني من ذلكِ؟ و أيضا اخفضي صوتكِ من فضلكِ! يوجد هنا مريضٌ و طفل صغير.

حدقت بها برزانة رغم حدَّة حديثها المقذوف من فاهها.

-من كان المتحدث؟ و ماذا قال لكِ؟

تسائلت دفعةٌ واحدة و ترصدت لمعة الخوف جوف عينيها.

-لو لم تكوني متسرعةٌ لكشفت عن هويته من صوته فقط عوض سؤالي.

تفحصت من الأسفل للأعلى لتستقر عدستيها على وجهها.

-لأنَّه يبدو كشخص لديك معهُ قصةٌ حافلة بالمغامرات.

اهتزت عدستيها و تصلب جسدها مكانها، رفعت جيني قنينةٌ الرضاعة لمرئ بصرها.

-أعذرني، عليَّ اطعام ابني.

داست على الشظايا بكعبيها متجاوزة جانبها و قبل أن تخطُو خطوة ثانية، حُبس ذراعها و هذه الحركةٌ كانت كفيلةٌ بجعلها تتوقف.

واجهتها جيسو مجددًا بعد أن أفرجت عن ذراعها.

-ما سبب قولك لهذا؟ من المؤكد أنك تخفين شيء قد أوصله لك المتصل!

انفعالها هذا يؤكد على ما سمعتهُ من ذاك المجهول، ربما!

-ابني جائع إنَّه في انتظاري، ابتعدي من أمامي.

أمرتها تحدق بها ببرود.

-لن يصدق تايهيونغ ما ستقولينه لهُ على كل حالٌ.

قهقهت بسخرية تعيد شعرها للخلف مقلبة عينيها.

-و كأنَّني سأحاول حتّى!

شكلت قبضتين لتخفي ارتجاف يديها، سمعت صوت تايهيونغ يتبادل أطراف الأحاديث بالهاتف، فأدركت أنه قادم باتجاههُما جرت معها جيني للمطبخ من خلال امساك معصمها.

 زوجة ثانيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن