٤-زوجة ثانيَّة

1.5K 103 154
                                    


الفصل الرابع | ذكريات مُتدفقة.

__________

حَظيتُ البارحة بحُلم!

لا لم يكُن كذلكَ بل مُجرد ذِكريات متدَفقة أعَادتني للمَاضي، ظنًا من عقلي أنَّه بإستطَاعتهِ تضميد جرح قَلبي من خلاَل صُور مُترسخَة فِي بَاطنهِ.

كسير الدماء في عرُوقي لمنحي حياة، تسلل بذات الطريقة إلى جدران وحدتِي ليُغدو لي الحياة، أتى إليَّ كنفحة  من نفحَات الهَواء العليل على نباتَات اللاَّفندر، كقطرَات المطر أروت أرضي القَاحلة، كرائِحة فردُوس تجسَّد فقُلت لنفسِي حِينها إنَّهُ فردُوسي على هذهِ الأرض و فيهِ ساكنة أبديَّة.

لقَائنا كان مُقرر و آمنت بذلكَ عندما أبصرتُ جوهرتيهِ، فما عادت تغويني جواهر غير خاصتهِ.

أنذاك وُلدت لغة ما يُتقنهَا غير قلبي ليُغازل قلبهِ النابض.

مُراهقة زَارت أبيات القصائد الحُب، انتشت عشقًا من خُلقة المَحبُوب، كان القَريب و الاختيَار الأزلي، تُوج ملكًا لعرش مَشاعري و لا مَلك بعدهُ.

كَان و لازَال.

تلاقت طرُوقنا و كان القدر المُرشد لكلاينا، لنلتقي عندَ المُفترَق و هُناك تُركَ لنا الاختيار أيّ طريق نسلُك بعدها، معًا أو على حِدى.

بدأ رُوتيني اليومي يفقِد توازنهُ في عامي الثاني من الثانوية، مُنذ أن طبع أثرهُ في حياتي.

كنتُ مستِقرة في مكَاني أُطالع كتابي، فالمُطالعة كَانت مؤَنسي و رفقي أنذَاك، كنت أُفضِلها عن أيٍّ بشري.

-جيني.

انتشلني صوتهُ العالي من عَالمي، قبضتُ حاجبي بإنزعَاج و توعدتُ له الويل بدَاخلي.

جر الكُرسِّي و ثبتهُ قبالتي و جلس عليهِ مفرقًا بين قدميه و سند ذراعيهِ على طاولتي الخشبيَّة.

-و أخيرًا وجدتكِ.

ابتسم لي في النهاية يُحدجني بنظراتهِ.

كيم تايهيونغ.

الفتى الذِّي فَرقع سمائي بمُفرقعات مُلونة، إنَّه عكسي في شَخصيتي و تفكِيري و اهتمامي كل شيء، كُنا قُطبان مُتعكسان كالمُوجب و السَّالب إلاَّ أنَّني حِينها لم أجد ما يجعلنا نجتذِب إلى بعضنَا و لو بقيد أنمِلة.

أزحتُ عيني عنهُ و دَحرجتها مُجددًا إلى الصَّفحات.

-ليس لدي وقت لكَ، دعني و شأني.

 زوجة ثانيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن