٢٩-زوجة ثانيَّة

1.1K 102 276
                                    


الفصل التاسع و العشرون | شخص جيّدٌ.

__________

تسير بخطواتٌ بطيئةٌ على طرف الطريق و أسفلهُ بمسافة معينة يستولي البحر على مساحةٌ شاسعةٌ، ثوانٍ قليلةٌ لمعت عينيها بأمل عندما ترصدت الضوءُ الأمامي للسيارةٌ يقترب، أخذت تلوح للسائق بذراعها الأيمن كي يتوقف و تستنجد بهِ لكنهُ تجاوزها متجاهلا إياها.

-اللعنةٌ عليكَ.

شتمته تضغط على أسنانها بحنقٌ سرعان ما تنهدت و زاولت الابتعاد، تعقد ذراعيها مع بعضٌ و أدرات رأسها جانبا تمتع بصرها بهدنةٌ البحر و بريقهُ الذِّي استعاره من القمر كزينةٌ خلابةٌ تزيدهُ سحرًا يأسرُ القلوب الهائمةٌ قبل الأنظار العاشقةٌ.

صوت هدير عالي قد استقطب انتباهها و هاهي سيارةٌ أخرى قادمةٌ، لوحت مرة ثانيةٌ و هذه المرةٌ ترصدت تناقص سرعتها عن سابقتها لتستولي ابتسامةٌ خفيفةٌ على شفتيها.

رُكنت سيارة ذات نوع رياضيٌّ فخمٌ أمامها بالضبط.

انحنت قليلاً لتتمكن من مواجهةٌ السائق الذي أنزل زجاج نافذتهُ المعتم ليظهر من خلفهُ شابٌ في أواخر العشرينيات من عمرهُ ذو ملامح حادةٌ و وجه حسنٌ.

-هلا تساعدني من فضلكَ ؟ أرغب بإجراء مكالمةٌ طارئةٌ.

طلبت منه بنبرة محترمةٌ و رسميةٌ مع ابتسامةٌ رقيقة.

-حسنا! اصعدي إذن.

عكرت حاجبيها لوقع جملته الغير المحببة لها لمسامعها.

-عفوًا منكَ!

مرر لسانهُ على شفتيه بهدف تبليلهما مع ابتسامةٌ لم تروق لها.

-لم أقل شيء معقدٌ لتلك الدرجةٌ، تريدين مكالمة اصعدي للسيارةٌ و قومي بها.

تبدلت ملامحها لانزعاجٌ ليبتسم هو بسخريةٌ.

-أرجوا أنَّك لم تفهمي ما قلتهُ بصورة سيئةٌ، فقط أنتِ بالنسبة لي شخص غريبٌ لا يمكنني اعطائك هاتفي قد تهربين بهِ!

قلبت عينيها بمللٌ تزفر الهواءٌ.

-لطالما أنتَ تكذب اجعلها مقنعةٌ على الأقل، أنا على قدماي و أنتَ بسيارتكَ فكيف لي أن أهرب بهاتفكَ! أين المنطق في هذا؟ لا تجعلني أضحك.

رفعت حاجبيها الأيمن تشدد على الكلمتين الأخيرتين، سمعت صوت رجولي يقهقه قادمٌ من الخلف، فأيقنت أنَّ هناك أحدٌ غيره يليه رائحةٌ السجائر التي عبرت عبر جيوب أنفها يبدو أنه أشغلها للتو لم تسمع لصوتٌ القداحةٌ.

 زوجة ثانيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن