٢٠-زوجة ثانيَّة

1.1K 86 256
                                    

الفصل العشرون | علاقةٌ في الحضيض.

__________

حدقت به مطولاً لتُسبب في جفاف دموعها و ارتخاء ملامحها.

-تعلم جيِّدا علاقتنا الحالية مرتبطة بكلمة غرباء قولاً و فعلاً، الامتناع عن هذا لهو أمرٌ مستحيل، نحن انتهينا منذ زمان لا يمكن لأيٌّ علاقة تجمعنا سوى البقاء كغرباء مؤبدا هذا هو حكمٌ تقرر لحظةٌ ادارة ظهرنا لبعضٌ.

بللت شفتيها الجافتين و نظفت حلقها بريقها.

-أنا سأكون بجانب والديكِ و لن أتركهما و سأقدم ما يمكنني لهما إن كنت ذات عون مفيدٌ و سومين حفيدهما و هذه حقيقة لا يمكن انكارها و ليس لدي حق لابعاده عنهما و لكن في حدود من الواضح لن نشد بعضنا من الشعر أو نتشاجر، و أيضًا لا أريد فتح مجال لتعميق التواصل بيننا حتَّى هذه المحادثات السطحية التي تستذكرني بما سبق لا تروق لي، لقد فضحت النوايا خلف رفعك لدعوى الحضانة و لم أردكَ خائبا ليس من أجلكَ بل من أجلهما، أشعر بالحزن على ما يحدث معهما في الوقت الحالي لهذا السبب لن اتخلى عنهما كما فعلا معي.

استقبل بصرها الأرضية الرخامية لثوانٍ لتعيد تثبيتهِ عليهِ.

-من الجيد أنك فكرت بوالديك لكن التمثيل أمامهما بتحسن علاقتنا و تعليق أملٌ بشأننا لا تعجبني الفكرةٌ، ليس بالضرورة التمادي لهذه الدرجةٌ، فلا داعي له!

رمش ينظر إلى نظرتها المثبةٌ قد سردت له الكثير من الجزء الذِّي قذفه لسانها.

-لقد تغيرت يا جيني!

ابتسمت بسخريةٌ تعيد شعرها خلف أذنها.

-أرجو أنَّك لم تتوقع مني أن أكون جيِّدة و طيبة و محببةٌ على الدوام كما كنتُ قبلاً، هناك أوقات سأكون باردةٌ و من الصعب أن تفهمني و كأنك ما عرفتني يوما، دعني أخبرك بهذا و قم بحفظهِ داخلكَ في حياتكِ لن تجد نفس الشخص مرتين حتَّى في نفس الشخص.

المشاعر التِّي كانت تحملها اتجاهه لطالما دفعتها للتصرف بودٌ معه و التنازل عدةٌ مرات و اظهار لهُ في كل مرة الجانب الايجابي و الذي قد يرغب في رؤيتهِ و الآن بعد زوالها ليست مضطرة للتصرف بحذرٌ و الحفاظ على الصورة الجيدة أمامهُ لم تعد مهتمةٌ أي نظرة قد يطبعها عنها.

-و أنا تغيرتُ بدوري، ألاَّ نشبه بتغيرنا الحالي الموجب و السالب؟ عند التقائهما كل ما يحدث هو الانجذاب لبعضهما البعض.

شكلت عقدةٌ وسط جبينها بحاجبيها مستغربةٌ.

-ما قصدكَ بالضبط؟

 زوجة ثانيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن