_
الأطباق كلها جاهزة على مائدة الطعام، توماس جلس على الكرسي و عيناه تشاهد كل شيء مَع جوع، لم أحتاج لنداء أغابي لأنّني سمعت صوت خطواتها الخفيفة على السلالم .
- " واو ! يبدو شهياً جداً "
قالت مع نبرة مليئة بالمفجأة و كانت لا تزال تمسح شعرها المبتل بمنشفة بيضاء ، الندم كان يحفر قليلاً داخلها إستطعت التخمين ، لكنها رفعت إبتسامة لطيفة و إستمرت بالإطراء عليَّ .
شعرها ذو لون البندق مثل عيناها، في حالته المبتله يصبح غامقاً، كذلك وجهها الخالي من المساحيق يبدو فائق النعومة و هيَّ تبدو تماماً كقطعة قُطن محشوة داخل سترة شتوية واسعة .
إبتسمتُ لشكلها و كيف عكفت لتقبيل جبين توم ، جلست بهدوء و هالة الكبرياء لا تزال تحيط بها حتى بعد أن فعلت كل تلك الأشياء الحمقاء .
جلست بدوري و لم يطل الوقت حتى سمعت صوت خطوات أكثر ثقلاً و همجية على الدرج.
أغابي تنهدت و دعكت خدها برفق ثمّ عادت لملىء طبق توم مجدداً ، لم تنظر ناحيته أبداً أو تدعوه ليجلس معنا، بالرغم من هذا يبدو أنه ليس في حاجة هذه الدعوة فعلاً، أخذ مقعداً دون أن يتحدث و اغابي لم تحتج، بل تصرفت أكثر كما لو أنه غير مرئي لهَا.
- " إذاً توماس في أي سنة دراسية ؟ "
لم يستطع أبداً الصمت و لكن أغابي قابلته به ، تحت نظرات توماس المستغربة، قررت أنا أن أجيب
- " يبلغ توماس خمس سنوات هذا العام . "
أخرج أصوات تفهم مزعجة من فمهِ بعدها لم يظيف شيئاً و كان صوت الملاعق التي تضرب الصحون يتردد على المائِدة فقط ، أحياناً ضحكات توم بسبب مداعبات أغابي له و قد ركزت عيني عليهم بدلاً منه.
إنهُ يجلس بجانب أغابي بالرغم من هذا، لم يكن أحد بجانبي و كان ينظر بشكل علني ، فقدتُ شهيتي ، الطريقة التي يخفض بها عيناه للأسفل و يتوقف نفسه لثوانٍ ، أنا أحارب لعدم ضربه بالطبق، تحديداً في وجهه .
أنت تقرأ
Aghapy أغابي
Romance( مكتملة ) الجانب الصعب من حياة طالبة جامعية تعمل ممرضة في مستشفى عمومي ، تتعرف على طفل صغِير و شقيقته الكُبرى ، تتطور العلاقة بسرعة الى عائلة صغيرة و نحو الشقيقة الكبرى تحمل معها سرًا بسيطًا، كيف تستطيع التعامل معهمَا ؟ ( تحتوي على علاقات مثلية ) ...