كعادتى انتهيت من العمل، وأنا مرهق جميع أجزاء جسمي مهمشة لا أشعر بها. تشهر أنها مرتخية رخوية كأجزاء اخطبوط بحر ثمانى الأرجل، لكنة عاجز قرر الارتخاء وإراحة عقلة، لكنه لم يسلم فى الأونة الأخيرة، من كثرة الرؤى التي أصبحت لا تفارق عقله ملتصقة بقشرة الرخوية، تأتى إليه كل يوم كعاهرة تشتهيه بمنتهى اللذة، كأنها تريد اخبارة بشئ ما، عشرات الجنود ملثمين الأوجه يحملون السيوف حول خصرهم، ويركضون بكل شغف وإرادة خلف رجل عجوز يبدو في الثلاثين من عمره بشعر داكن ولحية خفيف وعباءة مهترئة الأطراف وبشرة سمراء كانت بيضاء قبل أن تحرقها الشمس وتهتك عرضها وتحولها للون الأسمر، يركض بكل قوته حتى استطاع الافلات منهم، والوصول إلى مكان يشبه المئذنة قديمة الطراز صنعت من الطوب والخشب العريق، اخذ يلتفت يمينا ويسارا حتى ملاء الهدوء قلبة واخذت نبضات القلب تهدأ رويدا رويدا، وبدأ بالحفر بأنامله في إحدى الصخور حتى استطاع إحداث فتحة مربعة الشكل تكفى لحمل كتاب
متوسط الحجم، وقام باخراج بعض الاوراق من خصره، أوراق مغلفة بجلد ماعز رقيق الأطراف ذو اللون الأسود الفاحم، دسها وإخفاء معالمها جيدا، لكنه ولسوء حظه ما أن انتهى تلقى سيفا من ظاهرة تخترق طبقة جلدية رقيقة، حتى استطاع الوصول الى الشريان الأورطي المسؤول الاول عن ضخ الدماء، وفتكة فأحدث نزيف داخلي كان كفيلا بإخراج السر الالهى على الفور
تلك كانت النظرة الأخيرة التى تتلاقى عيني بعينيه، قبل أن يرتد
جفن عينيه،واستعيد وعى مجددا، لاستيقظ من ثباته العميق، ابتلاع
ريقه الذي جف ومليئة التوتر، اترقع ظهرى يمينا ويسار، انهض من سريري وانا حامل متجها الى مطبخي بحثا عن اى شئ يغذى عصافير
كرشى الجائعة، التي لا تهدأ ولا تمل عن السوسوة فقد سئمت من تنازل
العيش الناشف و الشاي(لكن اليد قصيرة والعين قصيرة)
و الأسطى محمود ابن الحقيرة عايش من ايام الفراعنة، يتعامل مع العمال، بأجور بخسة الثمن لا بتهش، ولا بتنش، ولا تشترى حتى مش، نعمل اى لاذم
نشتغل الإيد البطالة نجسة، دة المثل اللى بيفهموا للحمير بتوع عامة الشعب، لكن المثل الحقيقي هو الأيد إلى متمسكش مليون هي اليد النجسة، الله يسامحك يابابا علمني كل حاجة فى الحياة حتى الشاى، علمتنى احط على كل معلقة شاى نص معلقة سكر علشان تظبط الدماغ
وتعلى طاسة المخ ومتوفرة جنحة،ومع قرش الحشيش نص معلقة شاى
وتلات معالق سكر، لكن يا حسرة نسيت تعلمنى ازاى اجيب القرش، لم
تترك لى سوى طقية وجكت جلد ومطوة قرن غزال. .
ها انا الان استيقظ في كل صباح، اتجه للمطبخ اكل ماجدة ارتدى
بنطالى الجينز، اضع الجيل على شعرى، امشطة لللأمام، من أجل المعجبات، ارتدي الجاكيت الجلد، وأخرج من باب المنزل بكل خفة
حتى لا يشعر بى الحج محمود نوفل، مالك الشقة، الذي استمات وبذل العديد من المحاولات من أجل إخراجه منها مقابل تعويض مادي سخي، يكفى لشراء بكتة حشيش عرانيس، لكن على مين مسير الحشئي
يسيح واترمى فى الطريق، ومحدش بيسمع على حدا نت ذى السلعة فأي تبيع نفسك صح يا متبعش، ومتقلقش هتلاقى حد يشتري البضاعة الحلوة تجيب زبنها.
لحظات من التسلل الخفى على سلالم المحروثة حتى تأكدت من أننى فى بر الأمان، وأتجهت الى عزة الفيزا الخاصة بالعبد الله، لكنها فى الحقيقة هى الجيرل فريند الخاص بى ، فهى دائما تجيد الاستماع والمواساة، وضعت يدى اليمنى على البنزين ويدى اليسرى على الدبرياج وبدأت باادارة المكنة، لكنها لم تعمل، محاولات عديدة، لجعلها تعمل، لم تعمل، المحروسة حد ذقها نيمتها على جنبها شرقها، رضينا بالهم والهم مش راضي بينا.
استغفر الله العظيم وأتوب إليه إلى الأشكال بنت الجزمة على للصبح دى
المنحوس منحوس حتى لو علقوا على راسه فانوس، وأنا اللى كنت فاكر انى هربت من وشى الزفت محمود نوفل.
لحظات قبل أن يقترب منى بابتسامته السذاجة، و فكه العريض الذى يحمل أسنانه فضية اللون، وشارب صراصير اعتاد لفة بيده متباهيا بية كطفل مراهق، اكتشف للتو شاربة، اقترب منى قائلا أى مساعدة يا (نينو)،ابتسمت له ابتسامة منفجرة الشفاه لاتحمل اى مشاعر قائلا تسلم يامعلم نوفل، وضع يده على كتفي قائلا عارف يانينو أنت ابوك وصاني عليك قبل ما تموت، وقالى الواد نينو دة يا نوفل وصيتي ليك خلي بالك منة، دقيقة يانينو، وضع يده في صدره وأخرج من جلبيته محفظة جلدية سوداء اللون، وفتحها مخرجا صورة قديمة متآكلة الأطراف
ووضعها امام عينى قائلا ده ايام ما كنت عيل بتشخ عليا، والله لوصلك يا نينو
حاولت الافلات منه،والتهرب من ذلك العجوز الثرثار الذى لا يكف عن التحدث كأنه مذياع، لكنى لم يستطع الإفلات منه بعد أن أحكم قبضته حوله يدى معتصرا معصمي، ودافعا بيدى باتجاه سيارة المهترئة
لم نكمل لحظات من انطلقنا بسيارته حتى بدأ مذياع الخرا بالحديث مجددا عن الشقة، وكرمه السخى بأن السيولة زادت، واصبحت خمسة عشر ألف جنيها مقابل اخلاء الشقة، لكن دة عشم ابليس في الجنة، مع احترامي لإبليس بس المعلم نوفل أوسخ
أنت تقرأ
بخور العثمانيين - Incense of the Ottomans - (فانتازيا) _(مكتملة)
Fantasyبَخُورُ الْعُثْمَانِيِّينَ هِىَ مَادَّةٌ سِحْرِيَّةٌ تَمَّ إِكْتِشَافُهَا سِرًّا فِى عَهْدِ مُحَمَّدٍ. عَلَى وَيُقَالُ أَنَّ تِلْكَ الْمَادَّةَ تُسَبِّبُ الْعَدِيدَ. مِنْ الْهَلَاوِسِ تَدْفَعُ لِلْإِنْتِحَارِ، تَقَعُ تِلْكَ الْمَادَّةُ فَى يَدِ بَط...