فى صباح اليوم التالى، كنت على أتم الأستعداد لأداء تلك التجربة من الجديد، لكن الخوف والقلق كان من تلك الهلاوس التي أتت ليلة أمس
فقد أتت الى مجددا فى تلك الليلة، تلك الفتاة الساحرة أيقظتني من ثباتى
أمسكت بمعصم يده اليمنى، وقامت بفرد كف يدى وهى تمسك معصمي لتضع رأسها على يدى، وتتلاقى عيناى بعينها الساحرتين فى قلق وخوف منى، بينما هى تبتسم بكل ثقة وغرور وتقول لي لا تذهب غدا ستموت
فسألتها بنبرة خافتة كيف؟
ومن الذي سيقتلني؟
أردفت أنت من ستقتل نفسك بنفسك، وابتسمت ابتسامة هادئة وقامت بتقبيل باطن يدى بعد ذلك اختفت، فاشعلت الشمعة الموجودة بجانبى ونهضت من على سريري وأنا اتكئ على عصاى محاولا إيجاد اى اثر لها، لكن للأسف فقد كانت محاولة فاشلة منه لإيجاد أثر للاشى، لكن كيف رائحة عطرها الاشبة بالورد لازلت تلتصق بكف يدى، هل أنا أهذي أم ماذا؟
اتجهت إلى شرفة الجناح الذي مكث فيه طبقا لتعليمات القصر الملكى
انظر الى النجوم والسحاب بتمعن، احاول التخلص من ذلك الصداع اللعين الذى يمكث فى مقدمة راسى لا يفارقها كعاشق ومعشوقته، أحاول التغلب عليه، هو وعيانى الذان تؤلماني من قلة النوم، والهلاوس التي تفسد المنام وتعكر المزاج، لكن للأسف لاجدوى من كل ذلك، فاتجهت الى غرفة الحمام اغسل وجهي بالماء الفاتر.
بدأت بصب الماء وغسل الوجهة على أضواء الشموع الخافتة الموجودة فى الحمام، انظر الى نفسي في المرآة، أرى نفسى رجلا عجوزا قد شاب وتساقط جميع شعره، فاضع يدى على وجهى فإجدنى مصاب بالتجاعيد التى تملأ مسامة، فارتجعت بخطوات مرتجفة من أمام تلك المرآة الملعونة، حتى ارتطمت بأناء فسقط على الأرض محدثا صوت صاخب ناشذ يقشعر لها البدن، فالتفت اليه لأجد أضواء الشموع تقل تدريجيا حتى بدأت بالاختفاء واحدة تلو الأخرى بداية من الجهة اليمنى الى الجهة اليسرى، فأصابنى القلق واندفعت بإتجاه الباب لاخرج منة لا جدة مغلق فحاولت سحبه بكل ما أوتيت من عزم وقوة ؤلكنة لم يفتح، شعرت فى تلك اللحظة بأيد ناعمة تلامس وجهى وتسحبني للخلف فأغمضت عينى من شدة الخوف، لأجد صوت أبى يصرخ بشدة ففتحت عيناى، لاجدة. يقف امام امى وهو يصرخ فى وجهها ويمسك بيدة بندقية ويلفظ بعض الكلمات وهى أنتى ذانية وذلك مصيرك الموت، واطلق بعد ذلك النيران، لاحد أمى تسقط على الأرض وتسيل منها الدماء بشكل، فاندفعت اليها وانا ابكي بكل حرقة ووأضعت رأسي على صدرها، وأنا أقول لماذا؟
لماذا فعلت ذلك؟
نظر الى بحقد واحتقار وهو يقول انت لاتستحق أن تعيش، وجودك فى تلك الحياة هو أكبر ظلم لنفسك، لو كنت تحب أمك تستطيع الذهاب اليها، ارمي نفسك من الشرفة و هتقابلو بعض.
لم أتردد للحظة في اتخاذ ذلك القرار واندفعت باتجاه شرفة المنزل ووقفت على سورها وعيناي تتلاقى بعيناة، فصفق لى بيده بكل برود وكبر وابتسم ابتسامة شيطانية، فألقيت بنفسي من شرفة المنزل واغلقت عيناى حتى شعرت بأن جسدى لامس الأرض، وشعرت بصوت خشن يخترق اذناى هاتلة الدكتور بسرعة، فأفقت عيناي لأجد الحارس يقول لي هل انت بخير؟ ، فحركت رأسها يمينا ويسارا لأجد نفسي ملقى على كومة من القش أسفل شرفت جناحى وحولى بعضا من العمال والحراس يلتفون حولى.
نهضت من كومة القش وانا مندهش اتكأ على قدمى المصاب بجانبى أحد الحراس اوصلنى إلى جناحى مرة اخرى
وأخبرني بأن لا اتحرك الطبيب قادم يلقي نظرة عليك ربما تعرضك لبعض الكسور الداخلى أو ربما لديك نظيف داخلي، فوائمت برأسى فانصرف من امامى.
وضعت يدي على رأسي وأنا في حيرة من أمرى، كيف حدث كل ذلك؟
هل أنا أهذي أم فقدت جزء من عقلي، لكننى واثق من أن ما حدث حقيقي وليست مجرد تخاريف، فلقد أمسكت أمي بيدي، لكن أين الدماء
لا يوجد شئ، يجب على الأسرع فى استخدام تلك المادة مجددا والى سيكون مصيرى الموت لا محالة.
انتظرت حتى اتى الطبيب وقام بفحصها جيدا، فأخبرته أنني بخير لا داعي لفحص، فوضع يده على كتفي قائلا لو اذا استطعت النجاة غدا لنا موعد آخر، لست وحدك من قام بتجربة تلك المادة، فأمسكت بمعصمه قائلا هل تعلم شئ عن تلك المادة لا أعلمه، فرمانى بنظرة حادة وأردف لاتبحث عنى انا من سأجدك.
جلست على وتيرة أعصابي حتى أتى الصباح، وأتى الى الاطباء ليتأكدوا من صحتى قبل بدء التجربة مجددا، وبعد فحصهم لى بعناية ادخلوني الى غرفة الموت وقاموا بتشغيل المبخرة، لتبدأ اعرض نبتة الزقردش من جديد وادخل فى حالة اللاوعى لاستفيق بعد ذلك وأجد نفسي في احد المعابد ويقف بجواري شخص أصلع يرتدي زيا أبيض ويتحدث الى قائلا أتمنى أن تكون مستعدا ليتم تنصيبه كاهنا فى معبد
الكرنك
أنت تقرأ
بخور العثمانيين - Incense of the Ottomans - (فانتازيا) _(مكتملة)
Fantasyبَخُورُ الْعُثْمَانِيِّينَ هِىَ مَادَّةٌ سِحْرِيَّةٌ تَمَّ إِكْتِشَافُهَا سِرًّا فِى عَهْدِ مُحَمَّدٍ. عَلَى وَيُقَالُ أَنَّ تِلْكَ الْمَادَّةَ تُسَبِّبُ الْعَدِيدَ. مِنْ الْهَلَاوِسِ تَدْفَعُ لِلْإِنْتِحَارِ، تَقَعُ تِلْكَ الْمَادَّةُ فَى يَدِ بَط...