اغْرَوْرَقَتْ عِينَاهَا.
-"لا تَجعلني أختارُ بينكِ وبينه،" تَوسل سِيريوس.
-"لماذا؟" ردَت سيليستيا، وتَوقفت للحظة قَبل أن تَتحدث مرةٍ أِخرى، "لأنك سَتختارهُ؟"
كانت الغُرفة صَامتة. تَوقفتْ السَيدة ويزلي عَن قَطع الخُضروات، وحدقَت فِي سِيريوس وهوَ يَتردد في الرد. كان هاري يبتلعُ بِعصبية ويتحركُ بشكلاً قَلق في مَقعدهِ. ولَم يَجرؤ أحد عَلى التَلفظ بِكلمة واحدة.
جَميع أفراد عَائلة ويزلي، بأستثناء مولي، حَولوا أنظارهُم نحوَ الطَاولة. ومعَ ذٰلك، كانت هيرميوني تُحدقُ فِي صَديقتها فِي َحالة يَقظة، كما لو كانت تَطلبُ مَنها الصَمت وأن تَتخلى عَن المُحادثة.
فأجاب: -"نَعم، سَأختارُ هاري".
اقَتحمَ الصَمت الغُرفة مرةٍ أُخرى. هٰذهِ المرة سَقطَتْ كُل الأنظار عَلى الفتاة البَالغةُ مَن العُمرِ خَمسة عَشر عامًا. لكن كُل مَا فَعلتهُ سِيليستيا هوَ أنها أغلقَتْ عَينيها وكتمْتُ آلامُ فِي قَلبها وشَعرتْ بالدُموع تَتدفق فِي عِيناها وهيَ مُستعدة لفَعل اي شيئًا لمنعِها مَن النُزول. أصَبح تَنفُسها مُهتزًا، لكنها أبَت إظهار الضعف أمامهم.
شَعَرت بالجذوة التِي بداخِلهَا تَتَدفق لتُصبحهَ حَريقاً
وَقَد تَسببَ كَلامهُ بأشعَال تِلكَ الجَذُوةُ التِي بدَاخلِي
لَقَد تَسبب بأحَراقِها! حِينهَا شَعرتْ بشِيىٔاً يَمُوتُ بِدَاخِلهَا-"سِيريوس! سِيليستيا هيَ أبنتكَ، لا يُمكنك فقط-" بَدأت السَيدة ويزلي.
قَاطعَتْها سِيليستيا:
-"لقَد كُنتَ عَلى حقَ يا هاري".-"سِيليستيا؟"ردَ هاري بِقلق.
كانت قَد وضعَتْ يَديها عَلى الطاولة وقبضَتْ عَليها بِقُوة. كان الغَضبُ يَنطلقُ منها، وكانت النظرة في عَينيها كفيلةٌ لجَعلِ أي شَخصٍ يَرتعشُ.
بَدأت مَفاصلُها تَتحولُ إلى اللون الأبيض لأنها كانت تُمسكُ الطاولة بِقسوة شديدة.
-"أنا ذاهبَة إلى عَائلة مَالفوي،" أجابَتْ سِيليستيا بشكلاً مُختصر وهيَ واقِفة.
فَتحَ سِيريوس فمَهُ للتَحدث ولكن لَم تَخرج كلمات. لَم يَجرُؤ أي شَخص آخر عَلى نَطق كلمة واحدة بينما كانوا يُشاهُدون الفتاة المليئة بالغضب.
-"سَوف أراكِ فِي هوجورتس، هيرميون."
-"مَن فَضلكِ لا تُغادر يا 'سَال' ." تَوسَلت هيرميون وهيَ واقَفة.
ولكن قَبلَ أن تَتمكن مَن أتخاذ خُطوة أُخرى لمَنع صَديقتها مَن المُغادرة، أمَسكَتْ سِيليستيا بِحَفنة مَن 'مَسحوق الفَلو' ودخلَتْ إلى المَدفأة. ولَم يُحاول أحد، ولا حَتى والدُها، إيقافُها.
قالَتْ سِيليستيا وهيَ تَلتقطُ أنفاسها:
-"مَالفوي مَانور!".وفِي ومَضة مَن النار الخَضراء، اختفَتْ. وبعَد لحظاتٍ وصلَت إلى وجهَتُها فِي القَصر القَديم. خرجَت مَن المَدفأة، والغَضب لا يزَال مُشتعلًا بِداخلها.
عَلى أي حَال لَمْ تَمر ثَواني حَتى ظَهرَ وجهًا مَألوف
لها
-"سِيليستيا، عَزيزتي؟ مَاذا تَفعلين هُنا؟ اعتقدَتْ أنك مَع والدُك؟" نَارسِيسا قَالت بِـقلق وهيَ تَتجه نحو
الفتاة التي تَلطَّخ وجهُها بالسُّخام(¹)-"العَمة سِيسي!" ابتسِمت سِيليستيا.بـِتَعب
-"لا يَبدو أن الأمَر يَسيرُ عَلى مَا يُرام، هل مَن المُمكن أن أبَقىٰ مَعكِ؟"عَلى الفَور، تَعمقت نَظرة القَلق عَلى وجهِها نارسيسِا وهيَ تَسيرُ نَحو الفتاة. وَضعَتْ يَدها الضَعيفة عَلىٰ خَد الفتاة، وأزَالت السُّخام عَن وجهِها قَبلَ أن تَتحدث مَرة أُخرى.
أجابَتْ نَارسيسا وهيَ تَلُفُ ذراعَها الرقِيقة حَولَ الفتاة وتَقودَها إلى أعَلى الدُرج
- "أنتِ مُرحبٌ بكِ دائمًا هُنا، هَيا، دَعنا نَصعَدُ إلى السَرير".استرخَتْ سِيليستيا فِي أذُرع المَرأة. كان القَصر كما تَذكرتهُ آخر مَرة؛ مُظلماً ومُكلفاً. نظرًا لأنها نَشأت في المَنزل، فَقد عرفَتْ طَريقها، لكنها لَم تُمانع في أن تَقودها نَارسيسا إلى غُرفتها.
كانت غُرفة نوَمها تَعكسُ كُل غُرفة أُخرى فِي المَنزل. تَم تَزيين الغُرفة بِزخارفاً بَاهظةُ الثَمن باللونين الأخَضر والفَضي. بِمُجرد وصُول الثُنائي إلى غرفة نَومُها، أخرجَتْ نَارسيسا مَجموعة مَن البِيجامة الحَريرية وقَادتها إلى الحَمام.
عَندما خَرجَتْ مَن الحَمام، كانت مُرتاحة بالبيجامَة، لكن نَظرة الحَزن كانت مَرسُومة عَلى وجهُها. والآن تَشعرُ بالتَعاسة بِسَبب كُل مَا حدثَ الليلة. قَادتها نَارسيسا إلى السَرير وأرسلَت لها نَظرة مُريحة.
-"أردتُ حقًا حَياةً أفضل لكِ، خَارجَ عالمنا. أنا آسف لأن والدُك لَم يَنجح، سيسي،" تَمتمت نارسيسا
ابتسمَتْ سِيليستيا قليلاً لاستخدام لقَب طُفولتها، وتحركَتْ لتكون أكثرُ راحَةٍ عَلى السَرير. فَتحت فَمها وهيَ تُحاولُ التفكير فِي الرد. كُل ما استطاعَتْ قولهُ هوَ النَظر.
...
______________________________________
(¹) السُّخام (أسم)
وَسَخ دُخان، سَواد دُخان،
أنت تقرأ
𝔅𝔢𝔱𝔯𝔞𝔶𝔞𝔩 𝔒𝔣 𝔗𝔥𝔢 𝔅𝔩𝔞𝔠𝔨 | خـاىِٔنة بـلاك
Fantasy-فِي عَالم مَملُوء بالسحَرة والسَاحَرات فِي مَكَانًا مَا فِي هَذا العَالم وُلِدَتْ سيليستيا مِنْ أُسَرة عَريقَة ونَبِيلة مِنْ السَحَر والسَاحرَات وكَانت تُدعىٰ هَذه الأُسرة 'بـلاك' وُلِدَت سيليستيا مِنْ أبـاً مَشهُور يُدعىٰ 'سيريوس' وأمـاً مَجهُول...