إنَّها ساحِرة ! " قالت لنفسِها حالما وَلجت مكتَبة الأكاديميّة الضّخمة
•ما لا يُعدُّ ولا يُحصى من الكُتبُ مُتراصّةٌ على تلك الأخشاب البُندُقيّة، مُرتّبة بشكل مُرعب! بهوٌ شاسِعٌ بأرضيةٍ لامِعة بعَبَقِ القرنفُل القانِ، ودرجٌ لؤلؤي ممتدٌ على طولِ الممر لطابقها الثّانيِ الذّي مُلئ بدورِه بشَتَّى أنواع الكُتب والمخطُوطاتِ
«أوه يا إلهي!!» شهَقت مينها لهَول ما رأت... قَد أُعجبت بشكلٍ مُبالَغ به بالمكتَبة ولا يُمكنُ نُكران ذلك، لكنّ صرختها تلك لم تَكن صرخة إعجاب بالمرّة
«صمتًا !، نحن بالمكتبة!» قالت رائدتُها
لتَرُد بصوت هادئ:«أعتذر !»
فتُكمِل قراءة الجدوَل المُعلق على جدارٍ من الجدران قائلةً «يوم الأحد الثالث من سبتمبر مُحاضرةُ فيزياء تبدأُ السّابعة ونصف صباحًا لمدّة مئة وثمانين دقيقة، تليها رياضياتٌ لساعتين ونصف، تسبِقُ إستراحة الغداء التي مُدتُها رُبع ساعةٍ فحسب! تَليها ساعتا أدبٍ وساعتا فنون وساعتا موسيقى بعدهم إستراحةٌ أخرى لرُبع ساعة تختِمُها ساعة لُغةٍ أجنبية وساعَة نشاطات.... إنَّهُ مُجمَلُ إثنتي عشرة ساعة باليوم! ينتهي يومي الدراسي الساعة السّابعة والنصف ليلًا... ماذا يعتقدون أني أكُونُه، روبوتًا مَثلًا !؟»
يُصاحِبُها صوتُ حازِم لأنثى كبيرة السنّ على يمينِها يبدو الإصفرار على محياها أيضا:«تبدين مُحتارة أيتها الآنسة، أنت جديدة؟»
فتجيبها تُميل رأسها: «نعم، اتيت بالأمس»
لتستأنِف رائدة المكتَبة كلامها:«ألم يصلكِ زيّكِ الرسمي بعد؟ ستجدينه في غرفتك لاحِقًا»
«أيُّ زيّ سـ...»
«يُمنع بشكلٍ كُليّ التأخر عن الحِصص، تُغلق الأبواب تمامَ السّابِعة و ثلاثين دقيقة ولا تُفتَح
لغيرِ دقيقتين بعد كلّ محاضرة، ولا يحدث ذلك دائِما، يُلزمُ أيضًا الصّمت و إنجاز الواجبات بشكل تام، كذلك..»
«سيدتي أنا أعلم!»
«جيّد لك... أعتقد»
قتقول مينها في نفسها: "لِمَ يتكلمون بنفس الصيغة جميعًا؟، هل هُم مُلَقَّنُون؟"•تتجاهَل ما حدث قبل قليل بينَما تسير في الأروقة غير مصدقّة لما تراه، تبدُو في عالمٍ خياليّ، كأنّها دخلت عالم <هاري بوتر> أو ما يُشبه ذَلك، توجّهت نحو أحَد الرُّفوف، و إستلّت كِتابًا جذابًا مِنه مُحدِثَة فراغًا بين الكُتُب، رأت مِن خلالهِ شابًّا بُنِي الشّعر، عميقَ العَينين يجلِسُ على مِنضَدة بينَما تتسَلَّلُ أنامِلُه بين صَفحاتِ كِتابه،يبدو مُنغَمِسًا فيه بشدّة،فجلَست بدورها على الطاولة أمامه،تستمتع بالكتاب و بالهُدوء المُهيمِن على المكان فلم يكن غَيرُ ثلاثتِهم هناك، المسؤولة و مينها و ذلك الفتى، او ذلك ما يبدو عليه، فقد عاد شعورها بأن هناك من يراقبها لكنَّه و مُجدّدًا غيرُ مخيف
•ظهر صوتٌ طفيفٌ من أمامِها بعدَ إنقِطاعٍ طويل، إنّه الشّاب الوسيم، يقِفُ بطولِه الشامِخ مُزحزِحًا كُرسِيَه ما جَعَلها تنتَبِهُ أنا بالفعلِ الثامِنةُ ليلًا !
قامَت نحو غُرفتِها بعد إعادة الكتاب، وقد وجدت على بابِها الزّي الرسمي الذي يُناسِب قياسها بشكل دقيق لتقول في نفسها:"جامِعِيّة و أرتدي ثيابًا مُوحّدَة، أليس هذا غريبا؟ "
قطعت تساؤلاتِها اللامُنتهية قرقرة معدتها الجائعة لتقوم بإعداد عشائها وتحضير أدوات الغد، إنها التاسعة والنصف الآن و يا إلهي فقد عاد الصّوت يعبَثُ خلف الجِدار بشكل أخفّ عن الأمس، لكنّها قد سئِمت تكراره الدائم.
حاولت إغلاق عينيها لكنَّ كابوسَ الأمسِ زارَها ثانِيةً،طفح كيلُها فنزلت نحو الطابق الأرضي مرتعبة تبحث عن من سيحل مُعضِلَتَها اللاّمنطقية~
أنت تقرأ
أكادِيمِيَّة الجُرمِ المُخمَلِيّ ٭
Fantasy★ البَحثُ عن النُّورِ في الأروِقة الدّامِسة ❀ ☆ حيثُ البَقاءُ للأَذكَى، و الفَوزُ لِمَن يَعشَق ✧ ★ خَيـالٌ يسرِي بي نَحوَكَ، حُبّ يُداعِبُ أوصَالي كُلَّما رأيتُك، دِمَاءٌ مجهولَة المَصدر، تُلطّخ أحلامِي العَميَاء ، أُحِبُّك ~♡ ☆ أكَادِيميّة ربطَت قَ...