•••جَاسُوسَة ! •••

58 5 0
                                    

بعد بسم الله الرحمان الرحيم

أغمَضَت عَينَيهَا بخوفٍ حالَما سَقطت أرضًا بعد إصطِدامِها بـبُنيّة رجوليّة صلبة، جُلُّ ما كانَت تُفكّر به، أنّ أمرَها إنتهى

«هيسُونغ !! تَبًّا لَك أوقَعتَ قَلبي!» هَمسَت هانَا بقُوّة حتّى برزت عُروق رَقَبتِها

فتَحت مينهَا حَدقتَيها بصَدمَة

"كيف تُكلّمُه هكذا ؟" فكّرت مينهَا

ليقول هيسونغ مُتفاجِئًا

«ما الذي تفعَلانِه هُنا و الآن آنسة هانا؟»

«إتبعني للغُرفة، سأُخبِرُك بكُلّ شيئ»

تحَرّكا بعضَ الخُطوات فتذَكرا المَصدومَة التي لا تزالُ أرضًا ليَعُود هيسونغ إليها فيجُرّها نحو الغُرفة
تنبس مينها بصدمة حَالَما يُغلَقُ البَاب

«مهلًا !، أتعرفان بعضكما؟»

ترد هانا«بالتأكيد فهو المُراقِب»

«لا، أعني، لقد كلّمتِه بِغَيرِ رَسميّة!»

ترُد«هيسونغ الصّغير لا يَجدُ مَانِعًا»

يُجيبُ هيسُونغ بصوت حانِق «هذا الصغير أكبر منكِ بثلاث سنوات هانا !».

فتقول مُجدّدًا «و ماذا في ذلك؟ و لماذا ترتدي ثَوبًا غير رسمي؟»

لتُقاطِعَهُما مينها في نوعٍ من الصُّراخ «توقّفا ! ما الذي يحدُثُ هُنا ؟»

تتنهّدُ هانا و تُديرُ رأسَها نحو هيسونغ

«أنُخبِرُها؟»

لِيَزُمّ شفتَيه بِعدَم رِضى لتُردِف مينهَا
«هل في ذلك شك؟ أنتُما مُجبرانِ على إخباري!»
فيقترُب مِنها و يجلِس قِربَها على طرفِ السّرير ليقُول بصوتٍ دافِئ بينَما يضعُ يده على ضهرِها
«قد يوقِعُك هذا في المَشاكِل»

«لا آبَه، فقط أخبِراني، سأُجنّ!»

لِتتكَلّم هانا «أنا لستُ بِطالِبة :) » 

تُديرُ الأُخرى رأسَها حتّى كادَت عُنُقها تلتَوي «المعذِرة؟»

«لم تنتَهِ المُفاجأة بعد! هو ليس بمُراقِب :)»
«قّولي أنني لست بإنسان!؟»

«لا يا مينها، لا تكوني سخيفة!»

لينطِق هيسُونغ بعد إبتسامِه بهُدوء
«إنّها طالبة، و انا مُراقب، لكن ليس لهدفِ الدّراسة، ولا لهدف المُراقَبة، إنّما...» 
ليُكمِل في همس «التّجسُّس»
تضعُ مينها رأسَها بين يديها وهي تُحاوِل ألّا تفقِد الوَعي فتتكلّم هانا بثقة
«أنا إبنة شُرطي، من القُوّات المُختصة، قد تُوفيّ إبن أحد أصدِقاءِ أبي في هذه الأكادِيميّة منذ سنوات، وذلك لأسبابٍ مجهولة حسب ما صرّح به الإداريّون، و عندمَا أعطَوهُم جُثّته، لم تكُن مُكتَملة !»
صُدمَت مينها بما سمِعته لتسأل
«إذًا لِمَ لَمْ يعتقُلهم أو شيئ من ذاك القَبيل؟»

أكادِيمِيَّة الجُرمِ المُخمَلِيّ ٭حيث تعيش القصص. اكتشف الآن