# الـفصـل _ الـرابـع عـشـر

46 7 0
                                    

ما تنساش تضغط على الفوت يا ذووق♡..

صلِّ على الهادي♡..

قراءة ممتعـة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مطار القاهرة الدولـي في نفس اليوم..

ها هو عمر يستقبل قبلات وأحضان والدته المصحوبة ببكاءها الملهوف التي أردفت وهي تضم وجهه بين راحتي يديها:
ـ خد بالك من نفسك يا حبيبي.. ومن أختك حياة كمان.. وهاتها وتعالوا بسرعة.. وبالله عليك خد بالك من نفسك علشان قلبي يبقى مطمن.

قبل عمر رأس والدته ثم مال على يديها يقبلها هي الأخرى وهو يردف بحنو بالغ:
ـ خلاص يا ماما بقا لو سمحتي.. هتخليني اقعد جنبك صدقيني.. وانا والله هاخد بالي من نفسي ومن حياة.. اطمني.

أماءت له والدته ببسمة وما زالت أعينها تذرف الدمعات.. بينما عمر نظر الى شقيقته التي كانت تبكي بخفوت وما بين كل فنية والأخرى تمسح دمعتها بطفولية.. اقترب منها عمر متسائلًا ببسمة ومرح:
ـ وانتي كمان بتعيطي ليه؟؟!

أجابته حبيبة وهي تشهق بخفوت ووجهها قد أصابه اللون الاحمر بالكامل:
ـ دي أول مرة تسافر وتسيبنا.. خد بالك من نفسك.. و ابقي اتصل بيا علطول.

نظر عمر لشكلها الطفولي بحنان وهو يشعر أنه يناظر قطعة من السُكر القُطنية ليقترب منها محتضنًا إياها بقوة:
ـ يا قلبي انتِ.. كل يوم هتصل بيكِ وعد.. انا مقدرش أصلًا افوت يومي من غيرك يا اوزعه.

ابتسمت له حبيبة بلطف وهي تبادله العناق ليبتعد عنها عمر عندما سمع مضيفة الصالة تُعلن استعداد الرحلة القادمة.. ليبتعد عنهما عمر ملوحًا بيده مودعًا وعلى ثغره ارتسمت بسمته الآسرة.. وبعدها استدار متجهًا الى حيث موقع طائرته..

بينما في زاوية قريبة نسبيًا من مكان عمر..

كانت بيسان تسير بضيق وهي تعدل نظارتها كل لحظة تقريبًا بتأفف فهي لم تعتد عليها بعد.. نظرت بيسان لجدتها باستنكار مصاحب بسخرية وهي تراها تسير وكأن الخليقة بأكملها تحت أقدامها.. تعدل من نظارتها الشمسية اللامعة بتكبر وهي تتقدم بخطوات رشيقة بذاك الحذاء ذو الكعب العالي نسبيًا وكأنها شابة في العشرين من العمر.. تنهدت بيسان بضيق فـ" فوفو " قد كلفتها بسحب حقيبتها ذات العجلات مع حقيبتها الخاصة..

أردفت بيسان باستنكار وحنق وهي تكاد تدبدب بأقدامها في الأرض:
ـ بالله انتي جدة انتي.. انتي ليه بتعملي فيا كدا؟؟

اجابتها فوفو وهي ترفع رأسها بتكبر تنفخ ببرود في ذلك الطلاء النديّ بأظافرها:
ـ اسحبي وانتي ساكته.

نفخت بيسان أوداجها بضيق وهي تصمت مرغمة حتي لا يُصيبها الشلل من تصرفات جدتها.. اقتربتا الاثنين من مكان الطائرة بعدما مرّا بمكتب التفتيش.. لتصعدا الى الطائرة بعدما وضعوا الحقائب في أماكنها المخصصة..

حكايتنا لـ أروى خالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن