# الـفـصـل _ الـرابـع والـعـشـرون

86 6 2
                                    

# روايـة _حـكـايـتـنـا
# لـ _ أروى _ خـالـد

( قبل القراءة متنسوش التصويت للفصل تشجيعًا للكاتب المسكين، والتعليق برأيكم )

ويَا خَجلي إذا قَالوا مُحبٌّ،
ولم أنفَعَك في خطبٍ أتاك.

صلوا على الضَحوك القَتَّال، أسدُ النِزال وقمرُ بني هاشِـم، وسَيّدُ الرِّجال ﷺ.

و.. قراءة ممتعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صرح عالي شاهق الارتفاع..

نهضتت من مكتبها الفخم ذو اللون الخشبي اللامع.. تضرب الأرض بكعبها العالي ذو اللون الأحمر الداكن القرمزي مُتجهة نحو غرفته ذو الباب الأسود الفحمي العريض.. عدّلت من وضعية تنورتها القصيرة ومن ثَمَّ طرقت طرقات خفيفة رقيقة.. وما إن سمعت إذنه بالدخول من خلف الباب حتى فتحت الباب بخفوت ودلفت للداخل..

داهمها الظلام الذي تسبح فيه الغرفة بشكل جعل قلبها ينقبض لكن ماذا تفعل هذه هي طبيعة سيدها..يعشق كل ما هو مظلم وداكن!
لمحت من بين الظلام مقعده المُقابل للستائر الغامقة بعدما أداره عن مكتبه..

قلبت الهاتف حديث العصر بين يديها.. قبل أن تبتلع ريقها مردفة بنبرة حاولت جعلها عملية واثقة:
ـ سيد مشكاح.. وصلتنا أخبار للتو.. أن مكان المؤتمر قد تمّ تغييره لبلدٍ آخر.. نظرًا لما تمر به إيطاليا من عدم استقرار أمني بها.

دارت بعينيها في المكان المظلم حولها قبل أن تضيف قائلة:
ـ سأُبلِغ بهذا الوفد بأكمله وكذلك مُصوري الفوتغرافر خاصتنا.

صمت ثواني غير مُكلفًا نفسه عناء الإستدارة لها وهو يردف بصوته ذو البحة الرجولية الجهورية:
ـ حسنًا.. افعلي اللازم.

تلقت كلماته بصمت.. قبل أن تستدير مغادرة بغيظ من تجاهله المستفز لها ضاربة بحذائها الأرض أسفلها.. قبل أن تخرج غالقة الباب خلفها..

بينما بالداخل نهض من مقعده متجهًا ناحية المرحاض القريب.. وهو يشعر بقرب غليان دمه برأسه..

وضع رأسه بأكملها أسفل صنبور المياة لكي يُخفف ولو قليلًا من حدة التفكير بها.. منذ حمل ملفها الشخصي يطالعه بأنظاره ووجهها الطفولي ذو الملامح غير الواضحة الذي آسره وبشدة..

لا يُصدق اجتماع مثل هذه الملامح الطفولية الملائكية في دائرة صغيرة كوجهها.. بالرغم من أن صورتها في الملف الخاص بها لم تكن واضحة لكنها كانت كفيلة للحد الذي يجعله يتعجب من ان مثل هذه الفتاة.. بل الطفلة.. تعمل مصورة فوتغرافية.

انتفض بقوة مبتعدًا عن الصنبور.. يتنفس بعنف وهو يشعر أن أعينه بدأت تزيغ شيئًا فشيئًا.. استجمع كامل قوته وهو يتحرك ناحية منشفة صغيره.. يجفف بها وجهه وخصلاته السوداء الطويلة بعض الشيء.. ومن ثَمّ خرج من المرحاض يلتقط سترتة السوداء ممسكًا إياها بإحدى إصبعيه على كتفه..

حكايتنا لـ أروى خالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن